حامي الفنون، الذي حمله على اعتناق النصرانية على أيدي ثلاثة أساقفة في قصر سانتانج الذي أقام فيه إقامة جبرية سنة كاملة. وأخيرا تم تعميد الحسن بن محمد الوزان الزياتي، على يد البابا نفسه في كنيسة القديس بطرس، في روما بتاريخ السادس من كانون الثاني (يناير) عام 1520 (17)، وسمي جوهانيس ليود وميديسيس (18)، أما هو فقد اتخذ لنفسه اسم جان ليون غراناتينو، وبالعربية يوحنا الأسد الغرناطي. وقد عرف فيما بعد تحت اسم ليون الإفريقي، وهو الاسم الذي أطلقه عليه راموزيو، وذلك استنادا إلى ما اشتهر به بين معاصريه.
هذا ولا تزال تفاصيل إقامته في إيطاليا غير معروفة. ونعرف أنه كان يدرس العربية في مدينة بولونية الإيطالية، وأنه كان يتردد على رجال الأدب. ولكن هل ختم حياته في إيطاليا قبل عدة أعوام سبقت تاريخ 1550 (19)، كما ورد في مقدمة الطبعة الرابعة التي أصدرها راموزيو عام 1588؟ (20)، وهل قفل من إيطاليا عائدا إلى تونس كما عبر عن نيته صراحة في كتابه «وصف إفريقيا» ابتداء من عام 1525 (21)؟ وهل عاد إلى حظيرة الإسلام كما تؤكد ذلك بعض النصوص؟ وهذا هو الأمر الأكثر احتمالا. ولم يكن عمره يتجاوز الأربعين عاما عندما دبج كتابه. فقد كان نشاطه الثقافي كبيرا جدا استنادا إلى مشاريعه في التأليف، والذي يعرضه علينا في نهاية كتابه الثامن عن وصف أوربا، ثم عن القسم الآسيوي الذي زاره، وأخيرا عن إفريقيا. وفي الواقع لقد سبق له أن انتوى، أو ربما كتب فعلا، مختصرا في التاريخ الإسلامي، الذي يتكلم عنه في أكثر من مكان، مما يحملنا على الاعتقاد بأنه أنجز فعلا هذا المؤلف، بالإضافة إلى كتب تاريخ إفريقيا الحديث، وكتاب البلاغة في اللغة العربية، وكتاب في النحو الخ .. وحتى أيامنا هذه لم يمكن العثور إلا على الجزء العربي من مفردات بلغات متعددة، صدر في بولونية بتاريخ كانون الثاني في (يناير) 1524 (22) والذي تحتفظ به مكتبة الاسكوريال في مدريد.
ومن الواضح أن كتابه «تاريخ إفريقيا الحديث» سيكون ثمينا للغاية بالنسبة
Halaman 23