328

بواسل وفي قمة الكرم، حتى أن التجار والمسافرين الذين يقصدون هذا الجبل.

يستضيفهم أهله فلا ينفقون شيئا من أموالهم. وتستخرج من الأرض كمية كبيرة من الحديد، وينبت هنا الكثير من الشعير. وماشيتها وفيرة بسبب وجود السهل الكبير الذي يستغله أهل المنطقة، وهو سهل لا يشكو أبدا من شح الماء. ولا يدفع السكان أية ضريبة. ولكل من رؤساء المشتغلين في شئون المنجم بيته بجوار المنجم مع ماشيته ومصنعه الذي يصفي فيه الحديد. وينقل التجار هذا الحديد إلى فاس على شكل سبائك لأن عمال المناجم لا يعرفون كيفية تحويلها إلى قضبان. وما لا يمكن بيعه يستخدم لصناعة أدوات من نوع الفؤوس والبلطات والمناجل، وكذلك لصناعة الأسلحة التي يحتاج إليها هؤلاء الفلاحون، إذ لا يمكن استخلاص الفولاذ من هذا النوع من الحديد.

جبل أزجنجان

يتاخم هذا الجبل أراضي غساسة من الجنوب. وهو مأهول جدا برجال بواسل ميسورين، لأنه لا يقل إنتاجية عن الجبال السابقة، وله مزية إضافية وهي أن صحراء غارت تقع فى سفحه، حتى إن سكان هذه الصحراء يقومون بتجارة كبيرة مع هؤلاء الجبليين. وقد ظل جبل أزجنجان مهجورا أيضا من سكانه في أعقاب سقوط غساسه (487).

جبل بني توزين

يتاخم هذا الجبل الجبل السابق من الجنوب الغربي. ويمتد على مسافة عشرة أميال بين صحراء غارت (488) ونهر النكور (489). ويبلغ طول هذه الكتلة الجبلية ستة عشر ميلا (490) ويحاط بسهول من جانب واحد (491). وسكانه أحرار ويزرعون أرضهم

Halaman 348