إليه لمن يرغب الدخول في مصب النهر. كما شيد ابن الملك فيها أيضا قصبة يرابط فيها قائد بصورة مستمرة مع مائتي راشق سهام، ومائة من رماة البنادق وثلاثمائة من الخيالة الخفيفة.
هذا ويوجد في ضواحي العرايش الكثير من الغيضات والمروج، حيث يصاد الكثير من سمك الحنكليس والطيور المائية. كما توجد على ضفتي النهر غابات كثيفة يعيش فيها العديد من الأسود والحيوانات المفترسة الأخرى. ومن عادة سكان هذه المدينة، منذ زمن طويل، صنع فحم الخشب الذي ينقلونه بحرا إلى أصيلا وإلى طنجة.
حتى إن المثل الدارج عند أهل موريتانيا والذي يقال عند ما يكون المظهر غير المخبر:
«هذا مثل سفينة العرائش شراعها من قطن وحمولتها من فحم». وتجود أرياف هذه المدينة بكميات كبيرة من القطن.
القصر الكبير
وهي مدينة كبيرة بنيت في عهد المنصور، ملك وخليفة مراكش وبأمر منه (287).
وتروى الواقعة التالية على أنها واقعة تاريخية صحيحة. في يوم ما بوغت هذا الملك، بينما كان يمارس الصيد في الأرياف المجاورة، بمطر وابل عنيف، وبريح صرصر وظلام دامس، حتى إنه ضل مكان حرسه، وتوقف في مكان ما بدون أن يدري أين هو، واضطر أن يقضي الليل في العراء.
وبينما كان على هذه الحالة عديم الحركة خوفا من الغوص في المستنقعات، رأى نورا وحالفه الحظ بأن وجد أمامه صيادا كان من عادته أن يخرج ليصطاد بضع سمكات حنكليس في هذه المستنقعات. فسأله المنصور هل تستطيع أن تدلني على مخيم الملك؟
فأجابه الصياد بأن هذا المعسكر يقع الى مسافة عشرة أميال من هنا. ولما رجاه الملك أن
Halaman 303