196

معمورة

معمورة مدينة صغيرة بناها أحد ملوك الموحدين عند مصب نهر سبو، ولكن على مسافة ميل ونصف من النقطة التي يصب فيها هذا النهر في البحر وعلى مسافة اثنين وعشرين ميلا من سلا. وتتمثل ضواحيها في سهل رملي (63). وقد تأسست كي تحمي المصب ولتحول دون دخول السفن المعادية في النهر. وتوجد بجوار المدينة غابة يعثر فيها على أشجار بلوط عالية جدا (64)، وثمار بلوطها طويلة وبحجم خوخ دمشق. ولهذه البلوطات طعم أطيب مذاقا وأكثر حلاوة ولذة من الكستناء. ومن عادة العرب بجوار هذه الغابة أن يشحنوا كمية كبيرة منها إلى فاس على جمالهم ويربحوا من وراء ذلك الكثير من المال. كما يقوم بغالة معمورة، بدورهم أيضا، بنقل كمية منها ويحصلون بذلك على ربح كبير. ولكن خطر الأسود داهم فكثيرا ما تفترس هذه الأسود الماشية والناس الذين لم يعتادوا عليها (ولم يعرفوا طبيعتها) لأن أسود هذه الغابة أكثر ضراوة من كل مثيلاتها في سائر افريقيا (65).

وقد مضى على خراب هذه المدينة مائة وعشرون عاما على أثر الحرب التي شنها سعيد على ملك فاس (66). وفي 921 ه أرسل ملك البرتغال أسطولا كبيرا جدا كي يستطيع في حراسته أن يبني قصرا عند مصب النهر (67). وعمل البرتغاليون بمجرد وصولهم

Halaman 216