88

269- قال: وحدثني أصبغ بن الفرج، عن ابن وهب، عن عبد الله بن عباس، عن إسماعيل بن رافع قال: بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم /، قال: ((إذا قبض الله عبده المؤمن الكريم عليه دعاه ملك الموت عليه السلام، فقال له: اذهب يا ملك الموت فأتني بروح وليي لنرح عبدي فحسبي من عمله، فقد بلوته في السراء، والضراء فوجدته حيث أحب فيذهب ملك الموت عليه السلام، فيأخذ من مسك الجنة الأذفر، ومن حريرها الأبيض، ثم يهبط، ويهبط بأثره خمسمائة ملك ليس منهم ملك إلا ومعه بشارة من الله إلى ذلك الولي، وليس منهم ملك يدري ما مع صاحبه من البشارة، وليس منهم ملك إلا ومعه من رياحين الجنة، فإذا أهبطوا حدقوا بالأرض، وتولى الله، وجلس ملك الموت عند رأسه يقول له: يا ولي الله ارتحل من الدنيا، فليست لك بدار، وليست لك بوطن، ولكن يا ولي الله لا بد أن تذوق ما ذاق إخوانك من قبلك قال: فملك الموت أرفق سلا بإخراج نفسه ألطف من الوالدة بولدها فإذا دنت نفسه للخروج، وكانت عند دفنه أكب عليه الخمسمائة ملك الذين جاؤوا مع ملك الموت عليه السلام: يبشرونه بالبشارة التي أرسلهم الله بها إليه، وليس منهم ملك إلا/ وهو يضع على بقعة من جسده من تلك/ الرياحين كل ذلك لطفا به، وترحيبا، فإذا خرجت نفسه لفها ملك الموت عليه السلام في ذلك المسك، والحرير ثم يعرج بها إلى سماء الدنيا، وتثبت الخمسمائة ملك عن جسده عند أهله حتى إذا دنا ملك الموت من سماء الدنيا تلقاه جبريل عليه السلام في سبعين ألف موكب فأخذ الروح منه، ثم عرج به جبريل حتى يضعه بين يدي الجبار تبارك وتعالى، فيقول الله الكريم: اذهب يا جبريل فضع روح عبدي في جسده، فيدخل بين جسده، وكفنه، فإذا حمل على سريره هبط خمسمائة ملك آخرون سوى الذين جاؤوا مع ملك الموت، فيجلسون صفين ما بين منزله، إلى قبره يستقبلون جنازته بالاستغفار، فإذا دلي إلى قبره، وحثي عليه التراب، وولى القوم عنه جاءته الصلاة والزكاة، فكانتا عند يمينه، وجاءه الصوم، فكان عن شماله، وجاءه ذكر الله، وتلاوة القرآن فكان عند رأسه، وجاءه مشيه إلى الجمع، وعيادة المرضى ، وشهود الجنائز، فكان عند رجليه، وجاءه الصبر، فلم يجد مجلسا فجلس ناحية من قبره، فيخرج الله عنقا من العذاب، فيأتي على يمينه، فتقول الصلاة والزكاة: وراءك عنا لا سبيل له عليه، إنما استراح/ ولي الله هذه الساعة، ثم يأتيه من قبل رأسه، فيقول: ذكر الله، وتلاوة القرآن وراك عنا لا سبيل لك عليه إنما استراح ولي الله هذه الساعة، فيأتيه من قبل رجليه فيقول: مشيه إلى الجمع، وعيادة المرضى، وشهود الجنائز وراءك عنا لا سبيل لك عليه، إنما استراح ولي الله هذه الساعة، فلما لم يجد شيئا انقمع فدخل في الأرض، فيقول الصبر: يا هؤلاء أما إذ كفيتموه من عذاب القبر، فسأكفيكموه عند الموازين إذا نصبت، ثم يأتيه منكر، ونكير، وهما ملكان أسودان أزرقان بطيان في شعورهما، وينحتان الأرض بأنيابهما كلامهما كالرعد القاصف، وأعينهما مثل البرق الخاطف، ونفسهما مثل اللهب، وألوانهما مثل الليل المظلم، فيقولان له: من ربك؟ ومن نبيك؟ وما دينك؟ فيقول: ربي الله، ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم ، أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله ، فيقولان له: قد علمنا إن كنت لمؤمنا فيفتحان له بابا إلى النار، فينظر إلى ما أعد الله لأهل معصيته من العذاب، والنقمة، ثم يغلقان ذلك الباب دونه، ويقولان له: لا تخف يا ولي الله من هذه النار أبدا، ثم يفتحان له بابا إلى الجنة، فينظرا إلى ما أعد الله لأهل طاعته من الكرامة والنعيم، فيقولان: أما إن هذه يا ولي الله دارك، وقرارك فيدخل من ذلك الباب روح/ الجنة، وطيبها فيقولان له: انعم فينعم نعمة العروس، ويصير إلى عليين حتى يبعثه الله يوم القيامة.

270- قال: وحدثني أبو محمد الحنفي، عن أبي ذئب، عن محمد بن عمر بن عطاء، عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو ذلك إلا ما اختلف من اللفظ.

271- قال عبد الملك بن حبيب في قول الله تعالى: {إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة}.

Halaman 97