============================================================
رضيت وقد أرضى إذا كان مسخطي من الأمر ما فيه رضا من له الأمر وكما قال : دخلت على بكر بن عبد الله المزني(2) أعوده فقال : "يا اخوتاه، لقدبت بليلة ما يسرني أنها أعيدت وأن لي كذا وكذا، وما يسرني آنها إذا كانت لم تكن" .
فإذا علمت أن الله عز وجل ناظر إليك في احتمالك مؤنسة ما قضاه عليك احتملت ذلك لعلمك بنظر الله إليك في حالة المحنة. يرى منك استبسالك، والقاء كنفك، وشدة فاقتك وحسن تذللك، وسرعة قبولك، واستقبالك المحن سرورا بمفاجأة المحن، والرضا بذلك، لأن الله عز وجل يحب ذلك من عباده قال الله عز وجل لنبيه: ( وآضبر لعكم ربك فإنك بآفيتا..().
وقال ابن عون (4): لما بعث الحجاج في طلب سعيد بن جبير، وأخد عليهم المواثيق لئن رأوه لا يدعونه ، فأخذ، فرأت الرسل شيئأ مما وهبه الله تعالى له، فأعجبهم ذلك وراعهم، فاقبلوا يبكون ويتنصلون وقالوا : اعذرنا عند ربك فقال سعيد: "ما أعذرني لكم، وأرضاني بما سبق من علم الله في" قلت : يرحمك الله، ما وجود الرضا في القلب ؟
قال: علم القلب بتوفيق الله عز وجل، وأنه نعمة من الله تعالى، أسعفهم وهداهم للبصيرة، ومن عليهم بالرضا، فعندئذ يكون للشكر هياج في القلب يقوبهم على دوام الرضا عن الله عز وجل: قلت : يحتاج الراضي إلى سبب يثبت به، ويزيد في قدر الرضا عنده ؟
قال : نعم، خوف السلب يديم له حالات إثبات الرضا، ومعرفة التقصير (6) بكر بن عبدالله المزني من كبار العلماء الزهاد، وأهل الحديث، مات عام 220 ه .
(7) الطور: 48 (8) ابن عون محمد بن عون عالم زاهد محدث عاش في البصرة ومات عام 330 ه.
Halaman 277