============================================================
الصلق، وعلى قدر ما وافق من ذلك رقة القلب، وصحة العقل.
فربما هاج الصدق في القلب فوطه(4)، وربا حيره، وريا أذهله، وربا ابكاه، وربا أحزنه، وربا نغص عليه الطعام والشراب، ورها دام منه البكاه والنحيب، وربما لحقه النشيج(5)، وربما افحم(2)، وربما صرخ، وربا شهق، وربما زال عنه العقل ساعة ويوما ويومين، وربا سقط عنه التمييز ساعة ويوما ويومين، أو اكثر من ذلك، على قدر هيجان الصدق من القلب، وربا قطعه الصلق عن كثير من أعمال البر وهو مشتغل بمواجيد الصدق، وربما هام، ورپا توحش من الخلق إلى أنس الوحدة، وربا دام به الحزن، وربما كمد، وريما تغير منه اللون، وربما اقشعر منه الجلد، وربا استبسلت(1) منه الجوارح، ورجا خدت منه الأعضاء، وربما لم ينتفع به أهل ولا ولد، وربجما لم يقدر أن يأكل الشيء تغصصا بالطعام حتى يحسوه حسوا(8)، وربا عمشت عينه من البكاء، وربا احترقت منه الجفون، وبكت لبكائه العيون فهذا الذي وصفناه كله بهيجه من القلب صدق الحياء، أو صلق الخوف، أو صدق حسن الظن، أو صلق المحبة. فهذا يا فتى الذي يورث الصدق من الآلام في القلوب والأبدان (9)، وهكذا صفته (4) وله : من الوله وهو : الحب المقارن للحزن (5) النشيج : البكاء بصوت مكتوم.
ر) انم : صمت وانكسر (7) استبسلت الجوارح : جدت في العمل دون ملل ولا تعب .
(8) يحسوه حسوا: يشربه شربا (9) ليس المقصود من الصدق حصول هذه الآلام التي ذكرها المؤلف، بل المقصود نتائج هذه الآلام، وهي : اخلاص العمل لله تعالى وما يتبعه من إحساس بالعزة بالله ورسوله، والفوز بواريث الاخلاصن التي يفيضها الله تعالى على المخلصين، من ولايته لهم، وحبه إياهم، وامدادهم بالعلم والتصرة على العدو في الدنيا والآخرة
Halaman 256