ولقد دعيت الوردة ملكة الزهور منذ أقدم العصور، وتغنى بمدحها شعراء جميع الأمم؛ فزعم الإغريق في أساطيرهم أنها نشأت من قطرة من دم أدونيس حبيب الزهرة. أو من قطرة كوثر تناثرت من يد الآلهة يوم ولادة هذه الزهرة، ربة الجمال. وحسبها آخرون منورة من ابتسامة إله الحب، أو متساقطة من رأس إلهة الفجر عند تسريح شعرها في الضحى.
ومهما كثرت الرموز فالوردة ما زالت كما كانت دواما زهرة الأحزان كما هي زهرة الأفراح. ترمز إلى الشباب والجمال والحب، كما تستعمل في الزينة والأرواح العطرية والأدواء الطبية. وتتناسق منها الأكاليل؛ أكاليل الوداع، على قبور الأحباب ونعوش الراحلين، كما نراها جميعة ومفرقة في حفلات الأنس واللهو والطرب.
وذلك شأنها عند وردة اليازجي.
ففي حديقتها ورود باهتة في اللطف والمجاملة، وأخرى حمراء قانية في المودة والشوق، والقسم الطامي هو ورود قاتمة؛ ورود الفراق والحداد، ورود الرثاء والنحيب المبللة بدموع العين، المضمخة بزفرات القلوب.
الفصل الثالث
شعرها
(أ) ورود المجاملة الصافية
كل ما نظمته ينقسم إلى قسمين: المدح والرثاء.
ففي باب المدح يدخل شعر التقريظ والترحيب والتراسل مع أدباء العصر وأديباته. فهي تستهل حديقتها بأبيات ردت بها على الشاعرة وردة ابنة نقولا الترك الشاعر. والشطر الأول من المطلع سار في الآداب السورية مسير الأمثال وصار نعتا للسيدة وردة. وهو:
يا وردة الترك، إني وردة العرب
Halaman tidak diketahui