394

(*) وبابنى بديل فارسي كل بهمة * وغيث خزاعي به ندفع المحلا (1) فهذا عبيد الله والمرء حوشب * وذو كلع أمسوا بساحتهم قتلى ثم إن معاوية لما أسرع أهل العراق في أهل الشام قال: " هذا يوم تمحيص.

إن القوم قد أسرع فيهم كما أسرع فيكم.

اصبروا يومكم هذا وخلاكم ذم ".

وحضض على أصحابه، فقام إليه الأصبغ بن نباتة التميمي فقال: يا أمير المؤمنين إنك جعلتني على شرطة الخميس، وقدمتني في الثقة دون الناس، وإنك اليوم لا تفقد لى صبرا ولا نصرا.

وأما أهل الشام فقد هدهم ما أصبنا منهم، ونحن ففينا (2) بعض البقية، فاطلب بنا أمرك وأذن لى في التقدم.

فقال له على: " تقدم باسم الله ".

وأقبل الأحنف بن قيس السعدى فقال: يا أهل العراق، والله لا تصيبون هذا الأمر أذل عنقا منه اليوم، قد كشف القوم عنكم قناع الحياء وما يقاتلون على دين، وما يصبرون إلا حياء (3)، فتقدموا.

فقالوا: إنا إن تقدمنا اليوم فقد تقدمنا أمس فما تقول يا أمير المؤمنين ؟ قال: " تقدموا في موضع التقدم، وتأخروا في موضع التأخر.

تقدموا من قبل أن يتقدموا إليكم ".

وحمل أهل العراق وتلقاهم أهل الشام فاجتلدوا، وحمل عمرو بن العاص معلما وهو يقول: شدوا على شكتى لا تنكشف * بعد طليح والزبير فأتلف يوم لهمدان ويوم للصدف (4) * وفي تميم نخوة لا تنحرف

__________

(1) يقال فلان فارس بهمة، كما يقال ليث غابة، والبهمة، بالضم: الجيش.

(2) في الأصل: " نفينا ".

(3) لعلها: " إلا حبا في الدنيا ".

(4) الصدف، بكسر الدال: لقب عمرو بن مالك بن أشرس بن عفير بن عدى بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان، انظر نهاية الأرب (2: 304 ثم 303).

والنسبة إليه " صدفى " بالتحريك.

Halaman 406