152

(*) التنوخى، قتله ظبيان بن عمارة التميمي، وما هو يومئذ إلا فتى حديث السن.

وإن كان الشامي لفارس أهل الشام.

وأخذ الأشتر يقول: ويحكم، أرونى أبا الأعور.

ثم إن أبا الأعور دعا الناس فرجعوا نحوه، فوقف على تل من وراء المكان الذى كان فيه أول مرة، وجاء الأشتر حتى صف أصحابه في المكان الذى كان فيه أبو الأعور أول مرة، فقال الأشتر لسنان بن مالك النخعي: انطلق إلى أبى الأعور فادعه إلى المبارزة.

فقال: إلى مبارزتي أو مبارزتك ؟ فقال: إلى مبارزتي.

فقال الأشتر: [ أو ] لو أمرتك بمبارزته فعلت ؟ قال: نعم، والذى

لا إله إلا هو لو أمرتنى أن أعترض صفهم بسيفي فعلته (1) حتى أضربه بالسيف.

فقال: يا ابن أخى، أطال الله بقاءك، وقد والله ازددت فيك رغبة، لا، ما أمرتك بمبارزته، إنما أمرتك أن تدعوه إلى مبارزتي، لأنه لا يبارز - إن كان ذلك من شأنه - إلا ذوى الأسنان (2) والكفاءة والشرف، وأنت بحمد الله من أهل الكفاءة والشرف، ولكنك حديث السن، [ و ] ليس يبارز الأحداث، فاذهب فادعه إلى مبارزتي.

فأتاهم فقال (3): أمنوني فإنى رسول (4).

فأمنوه حتى انتهى إلى أبى الأعور.

نصر: عمر بن سعد، رجل (5)، عن أبى زهير العبسى، عن صالح بن سنان بن مالك، عن أبيه قال: قلت له: إن الأشتر يدعوك إلى مبارزته.

فسكت عنى طويلا ثم قال: إن خفة الأشتر وسوء رأيه هو الذى دعاه إلى

__________

(1) ح (1: 291): " لفعلت ".

(2) في الأصل: " لذوى الأسنان " والوجه ما أثبت في ح.

وانظر الطبري.

(3) في الأصل: " فأتاه فقال "، صوابه في ح.

(4) ح: " أنا رسول فأمنوني ".

(5) كذا في الأصل، وليست في ح.

ومعناه حدثنى رجل.

Halaman 155