وسمعت أبا الحسن العلّاف البصري يقول: مذهب البصريين قديما والكوفيين حديثا تغليظ اللام من ذلك حيث كان. ومذهب البصريين حديثا والكوفيين قديما ترقيق اللام من ذلك حيث كان.
واجتمعت الجماعة بلا خلاف بينهم على ترك تغليظ اللام من اسم الله تعالى حيث كان قبله كسرة كقوله تعالى: بِاللَّهِ* (البقرة ٨ وغيرها)، ولِلَّهِ* (البقرة ٢٢ وغيرها)، ومِنْ عِنْدِ اللَّهِ* (البقرة ٧٩ وغيرها)، وفِي اللَّهِ* (البقرة ١٣٩ وغيرها)، وفِي كِتابِ اللَّهِ* (الأنفال ٧٥ وغيرها)، وفِي سَبِيلِ اللَّهِ*، (البقرة ١٥٤ وغيرها)، ونحو ذلك حيث كان «١».
باب الإدغام والإظهار في الحروف التي لا تعرف حركتها
وهي: دال قد، وذال إذ، وتاء التأنيث ولام هل وبل، ونون الإعراب.
قال أبو عليّ: أما دال قد فإنّهم قد أجمعوا على إدغامها عند نفسها مثل قوله تعالى: قَدْ دَخَلُوا (المائدة ٦١) ونحوها. واختلفوا في إدغامها عند ثمانية أحرف: عند الجيم والذّال والزّاي والسّين والشّين والصّاد والضّاد والظّاء مثل قوله تعالى: قَدْ جاءَكُمْ* (آل عمران ١٨٣ وغيرها)، ووَ لَقَدْ ذَرَأْنا (الأعراف ١٧٩)، وَلَقَدْ زَيَّنَّا (الملك ٥)، قَدْ سَمِعَ اللَّهُ (المجادلة ١)، قَدْ شَغَفَها (يوسف ٣٠)، وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ (آل عمران ١٥٢)، وَلَقَدْ ضَرَبْنا* (الروم ٥٨، الزمر ٢٧)، لَقَدْ ظَلَمَكَ (ص ٢٤) ونحوهن «٢».
أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وهشام عن ابن عامر: بإدغام جميع ذلك حيث كان، إلا أنّ هشاما عن ابن عامر أظهر الدّال في قوله تعالى: لَقَدْ ظَلَمَكَ فقط في سورة صاد (٢٤) ونحوهن «٢».
أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وهشام عن ابن عامر: بإدغام جميع ذلك حيث كان، إلا أنّ هشاما عن ابن عامر أظهر الدّال في قوله تعالى: لَقَدْ ظَلَمَكَ فقط في سورة صاد (٢٤) لا غير.
ابن ذكوان عن ابن عامر: أدغم أربعة منها فقط عند الذّال والزّاي والصّاد والظّاء لا غير، وأظهر عند الأربعة الباقيات.
ورش عن نافع: أدغم عند حرفين منها عند الضّاد والظّاء لا غير.
الباقون: بإظهار جميعهن حيث كان ذلك «٤».
_________
الاسم، يعني مع الفتحة والضمة ينقله قرن عن قرن وخالف عن سالف».
(١) ينظر: النشر ٢/ ١١٥ وما بعدها.
(٢) الكشف ١/ ١٤٤، والتيسير ٤٢، والنشر ٢/ ٣.
(٤) ينظر مذاهب القراء في الإدغام في: السبعة في القراءات ١١٣ - ١٢٧، والكشف ١/ ١٤٤ - ١٤٦، والتيسير ٤٢، والنشر ٢/ ٣ - ٤.
1 / 78