قال الوقاد الذي كان يعرفه: «سأبقى بجانبك سيد ساجرت.» لكن يده كانت ترتعش.
كانت مكابح الهواء تحدث صريرا في عجلات القطار الطويل على السكة وارتجافة خوف عبر الأشجار المحيطة، لكن السكة كانت زلقة بفعل الصقيع وكانت سرعة القطار لا تزال كبيرة. وفي اللحظة المناسبة، عكس ساجرت اتجاه القاطرة فتطاير الشرر من ناقلات الحركة فيها، فبدت وكأنها عجلة دوارة من الألعاب النارية.
صاح ساجرت قائلا: «على رسلك. القاطرة رقم ستة تتراجع، حمدا لله.»
وفي اللحظة التالية وقع التصادم. تهشم مصباحان من المصابيح الأمامية، وكذلك عربتان من المقدمة، ووقف القطاران بمواجهة أحدهما الآخر، لكن لم تقع أي خسائر فادحة، باستثناء الهرج البالغ الذي حدث جراء فزع الكثير من الركاب وذعرهم.
أما السائق الضخم للقاطرة رقم ستة، فقد قفز عنها وتقدم إلى الأمام، وهو يتلفظ بكل أنواع السباب. «بحق الجحيم، ماذا تعني بسيرك على السكة في موعدنا بهذا الشكل؟ أهذا أنت يا ساجرت؟ كنت أظن أن هناك سائقا جديدا الليلة. لم أكن أتوقع ذلك منك.» «لا بأس يا بيلي. لم يكن هذا خطأ السائق الجديد. لقد وقع في الخلف وأعتقد أن ساقه قد كسرت بسبب الطريقة التي قفز بها من القطار. إن اللوم يقع على القاطرة رقم ستة وثمانين العتيقة. لقد كانت في حالة هياج. واستغلت وجود سائق جديد لا يعرف كيف يشد لجامها.»
أتى محصل التذاكر مسرعا.
وصاح قائلا: «كيف الحال؟» «كل شيء على ما يرام. لقد كسرت القاطرة رقم ستة وثمانين أنفها، ونالت جزاءها، هذا كل ما في الأمر. أخبر الركاب أنه ما من خطر هناك، واطلب منهم أن يصعدوا على متن القطار. سنعود أدراجنا إلى بوينتسفيل. ومن الأفضل أن نرسل عمال المكابح ليأتوا بالسائق الآخر. الأرض صلبة الليلة بفعل الصقيع، ومن المحتمل أنه قد أصيب.»
قال محصل التذاكر بنبرة حادة: «سأذهب لأتحدث إلى رئيس السكة. إنه في حالة ذهنية تسمح له بأن يستمع إلى صوت العقل، كما استشففت من النظرة العابرة التي ألقيتها على وجهه عند باب عربته قبل لحظات. إنه إن لم يعدك إلى وظيفتك مرة أخرى، فسأذهب لتحصيل التذاكر في إحدى عربات النقل العام. أنه أمر يثير أعصابي كثيرا وفائق عن الحد.»
وكانت مقابلة محصل التذاكر مع رئيس السكة مرضية على ما يبدو، ذلك أن القاطرة العتيقة رقم ستة وثمانين تحاول أن تؤدي عملها على نحو أفضل تحت توجيهات جون ساجرت.
اللعب بورق موسوم
Halaman tidak diketahui