118

Wajh Wa Qinac

الوجه والقناع

Genre-genre

وفي الحال انقلب الزورق وأصبح في مهب الريح. وحتى لو كان المرء مستعدا لحدث كهذا، فإن الأمر يتطلب كل قوة منه وصلابة لكي يظل على متن الزورق الجليدي. ولم يكن ستيبلز مستعدا. فطار برأسه أولا في الجو ثم راح ينزلق لمسافة طويلة على الجليد الصلب. وطار براون على الجليد أيضا ورقد في مكانه برهة ليلتقط أنفاسه. ثم استجمع براون نفسه ودس يده تحت معطفه وأخرج مسدسه الدوار. وقد ظن براون في البداية أن ستيبلز كان يتظاهر بأنه فاقد الوعي، لكنه حين فحصه عن قرب وجد أن سقوطه على الجليد أفقده وعيه.

كان هناك شيء واحد فقط كان السيد براون يتوق إلى معرفته. كان يريد أن يعرف مكان المال. وكان قد لعب دور المحقق الخاص في ترونتو بطريقة جيدة - بأفضل الطرق الفرنسية - وبحث في غرفة ستيبلز أثناء غيابه، لكنه كان يعرف جيدا أن المال لم يكن فيها ولا في حقيبة سفره. كما كان يعرف جيدا أن الأموال كانت في إحدى مؤسسات الإيداع التي تؤجر خزانات إيداع في المدينة، لكنه لم يستطع أن يكتشف مكانها تحديدا. وكان قد عقد العزم أيضا أن يلعب على مخاوف ستيبلز من دخول السجن بمجرد أن يتمكن من أخذه إلى الجانب الآخر آمنا. أما الآن، بما أن الرجل فقد وعيه، قال لنفسه إن الوقت موات ليجد ما إذا كان ستيبلز يمتلك في جيبه مفكرة يدون فيها مكان الإيداع. ولم يجد مثل هذه المفكرة في جيبه. لكنه سمع أثناء بحثه صوت خشخشة أوراق وكان من الواضح أن مصدرها بطانة معطفه. ثم لاحظ أن سمك بطانته كبير. وفي لحظة كان قد مزق بطانة المعطف، فنظر فيها فإذا بها مربوطة بوثاق. وكان المعطف والسترة التحتية كلاهما مبطنين بهذه الطريقة، كانت السترة التحتية ممتلئة بأوراق نقدية من بنك إنجلترا؛ ولذا كانت الاحتمالات تقول بأن ستيبلز قد جاب أوروبا في جولة. كان من الواضح أن السارق لا يثق في خزائن الإيداع ولا في البنوك. قلب براون اللص على وجهه، وبعد أن فك أزرار المعطف والسترة التحتية خلعهما عن ذراعيه. ثم خلع براون معطفه، وبصعوبة جعل الرجل الفاقد الوعي يرتديهما ثم ارتدى هو ملابس ذلك الرجل الجشع.

قال براون في نفسه: «هذا هو ما أسميه التقلب في الثراء.» ثم أقر بأنه يشعر بشعور أفضل كثيرا بعد أن غير ملابسه، وذلك رغم برودة الجو.

وبعد أن أغلق براون أزرار ملابسه على جسد الرجل المنبطح، وضع قارورة من الشراب على شفتيه وسرعان ما أعاده إلى وعيه. وجلس ستيبلز على الجليد مصابا بالدوار، ومسح جبهته بيده. وتحت بصيص ضوء القمر البارد وجد فوهة مسدس براون الدوار «تغشاه». «لقد انتهى كل شيء يا سيد ستيبلز. اصعد إلى متن الزورق الجليدي.» «إلى أين ستأخذني؟» «سأخلي سبيلك حين نصل إلى الشاطئ إذا أخبرتني عن مكان المال.»

قال السيد ستيبلز، وكان من الواضح أنه يريد بذلك أن يكسب بعض الوقت: «أنت تعلم أنك متهم بجريمة الاختطاف؛ ومن ثم فأنت تحت طائلة القانون الآن.» «هذه مسألة يمكن أن نناقشها فيما بعد. لقد أتيت بطوع إرادتك، لا تنس ذلك. أين المال؟» «إنه في خزينة إيداع في البنك التجاري.» «إذن، هاك ورقة وقلم، وإذا لم يكن الحبر قد تجمد ... لا، إنه على ما يرام ... فحرر شيكا بسرعة بالمبلغ يدفع إلى حامله. أسرع، وإلا تجمد الحبر.»

وكانت هناك ابتسامة تنم عن الارتياح على وجه ستيبلز وهو يحرر الشيك.

ثم قال في تنهيدة مزيفة: «هاك. ذلك هو المبلغ.»

كان الشيك محررا بمبلغ 480 ألف دولار.

وحين وصلا على مشارف الساحل الأمريكي، أمر براون راكبه أن ينزل عن الزورق. «يمكنك الوصول بسهولة إلى اليابسة من هنا، وسيفيدك السير في استعادة عافيتك. سأكمل طريقي أعلى البحيرة.»

وحين كاد ستيبلز يصل إلى اليابسة صدح صوته خلال جو الليل الصافي قائلا: «لا تنفق المال ببذخ حين تحصل عليه يا ووكر.»

Halaman tidak diketahui