فأجابه ستريتر: «أنت محق بعض الشيء؛ لدي صديقان سيسرني أن أقدمك إليهما. لتأت معي من هذا الاتجاه، إذا سمحت.»
وسرعان ما جرى الترتيب للإجراءات التمهيدية، وحدد موعد اللقاء في صباح اليوم التالي للتبارز بالمسدسات.
الآن وقد جرى تدبير كل شيء، لم يبد الأمر سارا كثيرا بالنسبة إلى ستريتر كما بدا له حين غادر لندن. لم يطلب ديفيسون أي تبرير أو تفسير، لكن بالطبع يمكن تبرير هذا بأن ذلك الناقد الغادر يعرف تماما سبب إهانته. ومع ذلك، كان ستريتر يتوقع أنه سيتظاهر بأنه يجهل سبب الإهانة، وأنه سيتجنب لقاءه للاعتذار له حين يعرف السبب.
على أي حال، قرر ستريتر أن يمضي ليلته على أكمل وجه. فترك أصدقاءه ليدبروا أمر العربة وكل ما هو ضروري، فيما ارتدى هو زيه الرسمي وذهب إلى جمع كان قد دعي إليه وسيلتقي فيه بالكثير من الرجال والنساء من أبناء وطنه في أحد الأحياء الراقية في باريس.
وبدت مضيفته مبتهجة للغاية حين رأته.
فقالت: «لقد تأخرت كثيرا، كنت أخشى أن يكون قد وقع لك خطب ما يمنعك من الحضور كلية.»
قال ستريتر: «لا شيء يمكن أن يمنعني من الحضور حين تكون السيدة وودفورد هي مضيفتي!»
أجابته السيدة: «أوه، هذا لطف كبير منك يا سيد ستريتر! لكنني لن أقف هنا وأتحدث إليك هكذا؛ فقد وعدت الآنسة نيفيل بأنني سأقدمك إليها، وهي تتطلع كثيرا إلى لقائك. إنها معجبة كثيرا بك، وقد قرأت كل كتبك.»
قال ستريتر ضاحكا: «كتبي ليست كثيرة إلى هذا الحد، لكنني آمل أن يكون رأيها فيها أفضل من رأيي.»
فردت عليه مضيفته وهي ترشده إلى من ستقدمه إليها: «أوه، جميعنا يعرف تواضع المؤلفين!»
Halaman tidak diketahui