Wahyu dan Realiti: Analisis Kandungan
الوحي والواقع: تحليل المضمون
Genre-genre
الفصل الحادي عشر
الزمان
(1) القرن والتاريخ
يتهم الوعي العربي عادة بأن وعيه بالزمان غائب؛ لذلك يخاطر العرب بأن يكونوا خارج التاريخ. في حين أن الغرب هو الذي وضع فلسفة التاريخ في عصوره الحديثة. وإذا حضر الزمان فإنه يكون حضورا ماضويا، الإحساس بالعصر الذهبي الأول والحنين إليه والرغبة في العودة إليه هربا من الحاضر ويأسا منه. وإن حضر الحاضر فالأفعال في الزمان تتسم بعدم الدقة والتحديد. «سأمر عليك غدا» دون تحديد الوقت بالدقة. تضطرب مواعيد الطائرات والقطارات، ولا تؤدى الأعمال في أوقاتها كما تريد الشريعة في العبادات. فكل أعمالها في الزمان، الصلاة والصيام والحج والزكاة. بل إن التشهد هو فعل وقتي يتم في كل لحظة يحتاج الأمر فيه إلى شهادة. الصلاة خمس مرات يوميا يتم أداؤها في أوقاتها لا قضاء خارج أوقاتها، وعلى الفور وليس على التراخي، والزكاة على الأقل مرتين في العام أيام العيدين. والصوم والحج مرة في العام في وقت معلوم. ولو سئل العربي في أي مرحلة من التاريخ هو يعيش؟ لاستعصت الإجابة، هل هو في العصر الوسيط أم في العصر الحديث؟ هل هو في عصر الإصلاح الديني أم في عصر النهضة؟ هل هو في عصر الثورة أم في عصر الثورة المضادة؟ هل هو في عصر الإفلاس التاريخي أم في عصر التراكم التاريخي لمرحلة قادمة؟
وفي القرآن الكريم مفاهيم عديدة للزمان. الزمان الكوني مثل الليل والنهار، والفجر والضحى والعصر، والشروق والغروب، واليوم والغد، والساعة والآن، والدهر والعهد. ومن ضمن هذه المفاهيم «القرن».
وقد ورد لفظ «القرن» في القرآن الكريم عشرين مرة، ثلاث عشرة مرة جمعا وسبع مرات بالمفرد مما يدل على أن القرن قرون، وأن القرون أعمار الشعوب وأزمان الأمم، فالشعوب لا تعيش زمانا واحدا ، والأمم لا تعيش قرنا واحدا.
والمعنى الأول في مفهوم القرن هو انهيار الزمان وهلاك الأمم أي انهيار التاريخ بعد قيامها ونهضتها، فالتقدم ليس دائما،
ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم في الأرض ، تلك سنة التاريخ، ومهما بلغت الأمة من غنى وثروة وحضارة فإنها لا تبقى إلى الأبد. ففي الغنى فسادها وهلاكها كما هو الحال في المجتمعات الرأسمالية،
وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا ورئيا . ومهما بلغ قوم من قوة وبطش إلا أنهم أيضا يهلكون، فالقوة ليست دائمة، والبطش ليس مستمرا،
وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا . وذلك مثل المجتمعات العدوانية، النازية والفاشية والصهيونية. ومهما بلغ شعب من عدد وكثرة إلا أنه يهلك أيضا، فالكم لا يغني عن الكيف،
Halaman tidak diketahui