وبعد أيام من ذلك التاريخ كنا مدعوين لتناول الشاي عند سعادة الأستاذ ساطع الحصري وكان في المجلس معالي الأستاذ رستم حيدر، وجرت بيني وبين الأستاذ عزمي مناقشة قلت فيها بترفق: من واجبي يا سعادة الأستاذ أن أتلطف معك رعاية لسنك! وكانت دعابة ثقيلة توجع منها معالي الأستاذ رستم حيدر، لأنه من سن الأستاذ عزمي. •••
ثم شاءت المقادير أن تلوح الفرصة التي ينتقم بها الأستاذ عزمي فقد أصيبت رقبته بأخت بغداد، وأخت بغداد مرض لا يصاب به غالبا إلا الشبان، فمضى يقول في الأندية والمجالس: إن إصابتي بأخت بغداد هي الدليل على شبابي، وما أظن الدكتور زكي مبارك يصاب بها لأنه كهل.
واليوم أضع الأمر في نصابه فأقول: إن الأستاذ عزمي يغالط، ويغالط، ثم يغالط.
هو يعرف أني أصبت بأخت بغداد منذ أول يوم تنسمت فيه هواء بغداد، فإن كان يجهل ذلك فليتذكر أنني ابتليت بهوى ليلي المريضة في العراق.
الفصل الثامن عشر
شاعرية زكي مبارك
يا سيد فؤاد
ما هذا الذي تصنع؟
إني لا أزال أبحث عن لحظة فراغ لأنقض تعليقاتك على مقالتي الماضية، وسترى كيف أرجع إليك رجعة السيل، فإن عندي كلمة قاسية لا يجرؤ على كتابتها رجل غيري ولا يجرؤ على نشرها رجل غيرك.
وأبادر الآن بهدم ما نشرتموه لأحد الأدباء من الاستخفاف بشاعرية زكي مبارك، وما كان يهمني أن أهدم ما بنى ذلك الأديب فمثلي يحب أن تكون للناشئين أوهام وأحلام، ولكني خشيت أن يصدق القراء كل ما ينشر في مجلة «المكشوف» وقد وقع ما خشيت فنقلت ما نشرتم جريدة «الرأي العام» في بغداد.
Halaman tidak diketahui