207

Wahyu Baghdad

وحي بغداد

Genre-genre

وهم مع تدينهم أهل مرح وطرب وانشراح، وأكثرهم يجيد الغناء. •••

بقيت كلمة عن خيرات العراق.

وأقول إنهم لم يستطيعوا إلى اليوم أن ينتفعوا تمام الانتفاع بما في بلادهم من خيرات، فعندهم نهران عظيمان هما دجلة والفرات، ولكن مياه هذين النهرين يذهب معظمها إلى البحر بلا رقيب ولا حسيب.

ويوم يستطيع العراق حبس مياه هذين النهرين ستنقلب سهوله إلى رياض وحقول تعود على الناس بالخير العميم، ولعل ذلك قريب.

وجو العراق عنيف جدا في الصيف، ولكن ينتظر أن يلطف حين تخزن مياه الأنهار وتكثر المزارع والبساتين.

وأنهار العراق مسمكة جدا فهم يأكلون السمك في جميع الأوقات وليست أنهارهم كنهر النيل الذي يضن بالسمك فلا يراه الفلاح في العام غير مرات معدودات، وكثرة السمك في أنهار العراق هي السبب في رخص اللحوم هناك.

وفي العراق يختلف الشمال عن الجنوب. فالذاهب إلى البصرة تروعه النخلات التي تعد بالملايين، والذاهب إلى الموصل تبهره حقول الحنطة، وهي حقول ممدودة على مسافات طوال.

وفي العراق خيرات النفظ الذي نسميه البترول، ولها سوق قائمة في كركوك، ويرى المسافر جذوات اللهب من مكان بعيد.

وسكان العراق هم اليوم نحو أربعة ملايين، ولو استطاعوا تدبير الخيرات في بلادهم لوصل السكان إلى أربعين مليونا.

وأخلاق أهل العراق تدور بين الشدة واللين، فهم يسرفون في الحب، ويسرفون في البغض، وهم في هذا يتبعون جو بلادهم الذي يرق فيكون نسيما، ويقسو فيكون جحيما. •••

Halaman tidak diketahui