أقدم إلى قلبك النبيل أطيب التحيات وأشرف العواطف، وأشكر لك تلك الكلمة الرقيقة التي خطتها أناملك اللطاف على صفحات الصباح، فقد شرحت بها صدري وأقنعتني بأن مصر لا تزال بحمد الله معدن الذوق.
وهذه الغمزة موجهة إلى الشخص الذي تعرفين، الشخص الذي اسمه محمد ... والذي اطمأن إلى غيبتي عن مصر فأخذ يشطح وينطح على هواه، والذي اطمأن إلى أني رجل تقتله الشواغل العلمية في بغداد بحيث لا يستطيع الدفاع عن نفسه لو أراد، فهو يصول وحده ويجول.
وإذا ما خلا الجبان بأرض
طلب الطعن وحده والنزالا
ومن الغرائب أن يستعين بالدكتور سعيد عبده وأن يحتال في تأليب الأدباء على طبيب ليلى المريضة في العراق.
ولو كان خصما واحدا لاتقيته
ولكنه خصم وثان وثالث
ولكن لا بأس ففي يدي قلم أحد من السيف أؤدب به هؤلاء «الخناشير» وسوف تعلمين.
وأعود إليك يا سيدتي فأقول:
إن همك كله انصرف إلى إقناعي بأنك موجودة، وأنني زرتك بالفعل مع محمد وسعيد، ولكنك لم تذكري العنوان لأعرف بالضبط من تكونين، فقد اشتغلت بطب القلوب سنين عددا، وتشرفت بعيادة نحو سبعين مليحة من ملاح الزمالك، ويسرني أن أسجل أني كنت دائما بلسما شافيا، وأن البهجة كانت تحل حيث حللت، وأن الأفراح كانت تقام في الأفئدة والقلوب حيث توجهت فيا سيدتي، من أنت في أولئك الملاح؟ فقد تكونين أجمل من عرفت، وأشرف من عرفت، وأكون نسيت.
Halaman tidak diketahui