أُصِبْتُ بِهِمْ وَقَدْ كَانُوا كَفَوْنِي ... وَقَدْ رَبَّيتُهُمْ حَتَكَا صِغَارًا
عَلَى حيِنَ أغْتَرَبْتُ فَرَقَّ عَظْمِي ... وَأصْبَحَتِ الخُطَا مِنِّي قِصَارَا
وَحَلَّ الشَّيْبُ حَيْثُ أرَادَ مِنَّي ... ووَدَّعَنِي شَبَابِي ثمَّ سَارَا
تأبَّط شرَّا، يرثي الشَّنْفرَي
عَلى الشَّنْفرَي سَارِي الغَمامِ فَرَائحٌ ... غَزِيرُ الكُلَى أوْ صَيِّبُ المَاءِ بَاكِرُ
عَلَيْك جَدَاءٌ مِثْلُ يَوْمِكَ بالحَيّا ... وَقَدْ رَعَفَتْ مِنَي السُّيُوفُ البَوَاتِرُ
وَيَوْمُكَ يَوْمَ العَيْكَتَيْنِ وَعَطفَةٌ ... عَطْفتَ وَقَدْ مَسَّ القُلًُوبَ الحَنَاجرُ
تُجيلُ سِلاَحَ المَوْتِ فِيهِمْ كَأنَّهُمْ ... لِشَوْكَتِكَ الحُدَّىِ ضَئِينٌ نَوَافِرُ
وَطَعْنَةُ خَلْسٍ قَدْ طَعَنْتَ مُرِشَّةٍ ... لَهَا نَفَذٌ تَضِلُّ فِيهَا المَسَابرُ
يَظَلُّ لَها الآسِى أمِيمًا كَأَنّه ... نَزيفٌ هَرَاقَتْ لُبَّهُ الخَمْرُ سَاكِرُ
وَإنَّكَ لَوْ لاَقْيَتَنِي بَعْدَ مَا تَرَى ... وَهَلْ يُلقَيَنْ مَنْ غَيَّبَتْه المَقَابرُ