5

Satu Daripada Kita

واحد منا

Genre-genre

كان بايليس يمتلك متجرا خاصا بتجهيزات المزارع في فرانكفورت، وعلى الرغم من أنه لم يبلغ الثلاثين بعد، فقد أحرز نجاحا ماليا كبيرا. على الأرجح، كان يفخر ويلر بفطنة ولده في العمل. على أي حال، كان يذهب إلى المدينة عدة مرات في الأسبوع كي يرى بايليس، ويذهب إلى أسواق السلع والماشية معه، ويجلس في متجره ساعات متواصلة دون أن يفعل شيئا سوى المزاح مع المزارعين الذين يأتون إليه. كان يعاقر ويلر الخمر في النهار بشراهة، ويأكل كميات كبيرة. كان يتصف بايليس بالنحافة ويعاني عسر الهضم، كما أنه كان من أنصار تحريم الخمر المتزمتين؛ كان يود لو أنه ينظم لكل فرد نظامه الغذائي حسب قانونه الواهن. حتى السيدة ويلر - التي ترضى بما قسمه الله لها فيما يتعلق بنصيبها من الرجال - كانت تتعجب من انسجام العلاقة بينه وبين والده، وكيف يذهبان إلى المؤتمرات معا ويستمتعان بوقتهما، رغم أن كلا منهما كان لديه مفهوم مختلف عن الاستمتاع بالوقت.

مرة كل بضع سنوات، كان السيد ويلر يشتري بدلة جديدة ودزينة قمصان خشنة، ويذهب إلى ولاية مين لزيارة أشقائه وشقيقاته الذين كانوا أفرادا هادئين وتقليديين للغاية. ولكنه دائما ما كان يسعد بالعودة إلى المنزل، وإلى ملابسه القديمة، ومزرعته الكبيرة، وعربته وابنه بايليس.

جاءت السيدة ويلر من ولاية فيرمونت لتصبح مديرة مدرسة ثانوية لما كانت فرانكفورت بلدة حدودية، وكان نات ويلر عازبا ثريا. لا بد أنه أعجب بها للسبب نفسه الذي أحب ابنه بايليس من أجله؛ إذ كانت مختلفة عنه تمام الاختلاف. يقال عن نات ويلر إنه يحب كل أصناف البشر؛ يحب الطيبين والمخلصين، ويحب الأوغاد والمنافقين، ولكنه كان يحب الصنف الأخير أكثر. إذا سمع أن أحد الجيران دبر مكيدة مفجعة أو ارتكب فعلا لا ينكر أحد وضاعته، فإنه يحرص على أن يذهب إليه كي يراه على الفور كأنه لم يقدره قدره قبل ذلك.

كان يحظى والد كلود بوقار كبير بين ربوع البلاد. كان يحب أن يستفز الآخرين لإثارة ضحك شديد، ولكنه لم يضحك البتة على نحو صاخب. عندما يروي الناس القصص عنه، غالبا ما كانوا يحاولون تقليد صوته المهيب الناعم الذي كان قويا، ولكنه لم يعل قط. وحتى عندما يدخل إلى قلبه فرح كبير من أي شيء - مثل الوقت الذي تخلع فيه ماهيلي المسكينة ملابسها في ليلة من ليالي الصيف المظلمة، وتجلس على ورق لاصق لإبادة الحشرات - فإنه لا يحدث صخبا. إنه أب مرح وسهل الإرضاء حقا بالنسبة إلى فتى لم يكن مرهف الحس جدا.

2

وصل كلود وبغلاه إلى فرانكفورت في الوقت الذي بدأت فيه آلة الكاليوبي العزف في الشارع الرئيسي عند مدخل السيرك. وبمجرد أن تخلص من الحمولة البغيضة والرفيقين غير الملائمين، شق طريقه وسط الزحام على الرصيف، وأخذ يبحث عن بعض فتيان الجيران. كان السيد ويلر يقف على ناصية بنك المزارعين، وقد كان أطول من الجميع، وقد أخذ يمزح مع رجل أحدب نحيل كان يجهز لعبة من ألعاب الحظ. وكي يتحاشى كلود والده، انعطف ودخل إلى متجر أخيه. اكتظت نافذتا العرض الكبيرتان بأطفال البلدة، وكانت أمهاتهم يقفن خلفهم لمشاهدة العرض. كان بايليس يجلس في صومعته الزجاجية الصغيرة عاكفا على الكتابة وإمساك الحسابات. أومأ إلى كلود وهو جالس على مكتبه.

دخل كلود مهرولا وكأنه في عجلة شديدة من أمره، وقال: «مرحبا. هل رأيت إرنست هافل؟ ظننت أنني قد أجده هنا.»

استدار بايليس بكرسيه الدوار كي يعيد كتالوج المحاريث إلى الرف. «ما الذي سيأتي به إلى هنا؟ الأفضل أن تبحث عنه في الحانة.» لا أحد يستطيع أن يرمي تلميحات وضيعة ضمن ملاحظات غامضة ومملة أكثر من بايليس.

استشاط كلود غضبا. وبينما كان يستدير ليذهب، لاحظ شيئا غير عادي في وجه أخيه، ولكنه ما كان ليبلغه مراده بسؤاله عن سبب الكدمة الموجودة حول إحدى عينيه. إرنست هافل كان بوهيميا، وعادة ما كان يحتسي كأسا من الجعة عندما يأتي إلى المدينة، ولكنه كان يتسم بالرزانة وبعد التفكير أكثر من أقرانه الشباب. وانطلاقا من تعليق بايليس، قد يعتقد المرء أن الفتى كان يتسكع ويعاقر الخمر.

في تلك اللحظة، رأى كلود صديقه على الجانب الآخر من الشارع خلف عربة من الكلاب المدربة كانت تلحق بمؤخرة الموكب. ركض بين حشد من الفتية الذين كانوا يتحدثون بأصوات عالية، وأمسك إرنست من ذراعه. «مرحبا، إلى أين أنت ذاهب؟» «ذاهب لتناول غدائي قبل أن يبدأ العرض. تركت عربتي بجانب محطة الضخ عند النهير. ماذا عنك؟» «ليس عندي برنامج معين. هل لي أن أذهب معك؟»

Halaman tidak diketahui