95

Wahid Fi Suluk

Genre-genre

============================================================

106 الوحيد في سلوك أهل التوحيد في العسكر، وخشينا أن تكون القيامة قد قامت، فوضع السلطان رأسه تحت ذيل الشيخ وقال: يا سيدي، إن كنت ما ترحمني فارحم المسلمين، قال: فجعل الشيخ يسكن والريح يسكن إلى أن رجع الحال على ماكان عليه وتاب السلطان، وكان السلطان حيئذ الملك المنصور عمر بن سلطان رسول اليمن رحمه الله تعالى.

قال إبراهيم: ورأيت من الشيخ أبي الغيث -رحمه الله تعالى- أنه دخل على أصحابه فوحدهم قد عملوا أسرة في الأخصاص التي هم ها، لأن في الأرض حيوان شديد القرص يسمى القعموس، شبيه بقرص الحيوان الذي بالحرم الشريف، فأمر الشيخ بحرق تلك الأسرة والأخصاص وقال: صحبتموني على الراحة في دار التعب. وبقوا ثلاثة أيام حتى شفع فيهم بعض أصحابه أن تكون أخصاصا بلا أسرة.

وقال: قال لي الشيخ أبو الغيث رحمه الله تعالى-: يا إبراهيم، وعدني ريي عك أن كل من قطعت عليه الطريق يكون من أصحابي ولم يبق علق إلا تاجرا أخذت له عشرة آلاف درهم، قال إبراهيم: فبينما نحن جلوس والخادم قد دخل على الشيخ وقال: يا سيدي، رجل تاجر يطلب الإذن عليك فأذن له قال: فدخل الرجل، فقام الشيخ وقال: لا اله إلا الله، هذا والله الذي قطعت عليه الطريق وأخذت له عشرة آلاف درهم، ثم قال: يا أخى، أخذت لك عشرة آلاف درهم في الوقت الفلاني في المكان الفلاي، فقال: يا سيدي، قد أبرأت ذمتك منها وهذا جميع مالي قد خرجت عنه لله تعالى، قال: وتاب وحلق رأسه وبقي من جملة الفقراء، فانظر رحمك الله إلى هذا التخصيص الإرادي والآثر الرحماي والمحبة الإلهية التي ما ضرت معها الذنوب، وقاد إلى السعادة الجةم الغفير فسعد وسعد به من رآه بحسن الاعتقاد حتى من قطع الطريق عليه، وكان قطع الطريق إشارة إلى انقطاعهم عن الدنيا ورجوعهم إلى الله تعالى، أحوال أهل العبة الإلهية والمحبون لله تعالى متفاوتون في درجات المحبة بحسب استعدادهم وجذهم إلى الله تعالى: فمنهم المخطوف، والمحنوب، والسكران والواله، والتائه، والواقف والصاحي، والغارق، والذاهب، والراجع، والصامت، والناطق، والبائح، والكاتم، والسابح، والنائح،

Halaman 95