============================================================
216 الوحيد في سلوك أهل التوحيد إليه يد السارق والغاصب فلا يشتق هذا منه.
والذي علله الحنيد أو معناه أنح ليس من آلم نفسه كمن أراح نفسه حوهو
الذي أراه، وإن كنت في الحقيقة لا أرى بالتفضيل لكن بالتمييز- فلما رد على الجنيد قوله دعا عليه فقال: اللهم أذهت ماله وعقله وأمت ولده، فذهب ماله ومات ولده وبقى أربعين سنه محنوئا يقول: أصابتني دعوة الجنيد.
فانظر يا أخي رحمك الله تعالى، إلى هذه الحكاية مع عظم شأن الجنيد، وإنه ما كان من يخرج إلا أن الحال اقتضى ذلك، ويقوي ذلك أن الجنيد كان الحق معه لإجابة الدعوة، روايات في الكراهات وحكى لي الشيخ عبد العزيز الشريف أته صحب فقيرا وكان ذلك الفقير يرقى إلى حالة يجري الله تعالى على لسانه ما يريد وقوعه.
قال الشيخ: فمشيت معه يوما وإذا شخص رتما قال: يسرق من النخلة شيئا من ثرها فقال: قع فوقع فمات من ساعته.
وأنه كان ليلة أراد أن يدنو من زوحته، فقالت له عن أولاده الصغار يستيقظون فقال: أماهم الله تعالى وكانوا سبعة- فأصبحنا صلينا على السبعة.
وذكر من ذلك شيئا غاب عني، قال: فقلت له في ذلك فقال ما هو باختياري أو مالي في هذا شيء، فقلت له: أماتك الله تعالى أو أراح الله تعالى منك، ولو لم يمت من قريب كان قد أهلك خلقا كثيرا.
فانظر رحمك الله تعالى إلى هذه الحكاية، حيث كان محلا لمحاري الأقدار، وحكى لي الشيخ يعيش بن الشيخ محمود رحمه الله تعالى قال: لما خرج ابن الدامعاي من بغداد لجحباية الخراج والأموال وكان صاحب ديوان الخليفة حصل للناس منه خوف شديد، فجاءوا إلى سيدي إبراهيم الأعزب، وكان قد جلس في الرواق ولعله ابن بنته - وكان عظيم الشأن فجاءوا إليه من جميع الجهات من البطائح وغيرها وهم فلاحون ومماليك وفقراء، وشكوا إليه ابن الدامعاني وجوره فقال لهم ما يصل إليكم، وصاروا كلما قرب جاعوا إلى الشيخ فيقول لهم: ما يصل إليكم، إلى أن صار بقرية قرية جذا فجاءوا إليه وصاحوا وقالواء وصل فقال: يا أرنبة، اكسري رقبته.
Halaman 265