============================================================
271 الوحيد في سلوك أهل التوحيد وورد: "دولا يزال العبد يتقرب إلى بالتوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به(الم، وذكر الحديث إلى آخره في جوارحه، فافهم ما في ذلك فإن الله سبحانه وتعالى هو الفقال، وإن جرى الفعل على يد عبد من عبيده، كأخذ ملك الموت الأرواح والله تعالى المتوفي لها، قال الله تعالى: {الله يتوفى الأنفس حين مؤتها} [الزمر:42] .
وقال تعالى: (قل يتوفاكم ملك المؤت الذي وكل بكم} [السحدة: 11].
فالله تعالى هو المتوفي وملك الموت يقبض بإذن الله تعالى وإرادته وقدرته وقوته وملك الموت آلة في ذلك كما تقول ضرب السلطان رقبة فلان وما ضرها إلا أعوانه لكن بإذن السلطان، وضرب السلطان فلائا بالمقارع وما ضربه إلا المقدم لكن بإذن الوالي: والوالي والسلطان بإرادة الله تعالى وبقدرته؛ إذ وجودهم وحركاقم وسكناهم من الله تعالى، فكيف يعسر عليك فهم ما يقوله الولي ؟ وما يجريه الله تعالى على لسانه من سعادة قوم وشقاوة آخرين، ومن هلاك شخص، وحياة آخر، ومن موت من يريد الله تعالى موته على يده أو لسانه؛ إذ يكون به يقول ويفعل ويسمع ويرى، أو مايشهده
بالكشف والإطلاع فيخبر عنه، فإن كنت ممن يفهم عن آولياء الله تعالى فافهم ما يلقي إليك، والتعرض في هذا المقام عليك قل اللهم مالك الملك ثؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك من تشاء وتعز من تشاء وثذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شمياء
قدي * تولج اللئل في النهار وتولج النهار في اللئل وتخرج الحي من الميت وتخرج المعت
من الحي وتورق من تشاء بغير حساب [آل عمران: 26، 27].
فانظر، رحمك الله تعالى، كيف أمره هذا القول لأن في الأسباب الموصلة إلى الملك وزوال الملك عادة مع وجود الأسباب، والأمر بالتحريض على القتال في قوله تعالى: يا ايها النبيي حرض المؤمنين على القتال} [ الأنفال: 65] .
وكيف جعل قوة المؤمن بعشرة أولأ؟ وذلك لسر غامض؛ إذ قوة اليقين غالبة لمائة (1) سبق تخريجه.
Halaman 261