============================================================
236 الوحيد في سلوك أهل التوحيد أبا العباس الملثم رآه وأخبر عنه، والشيخ أبو الحسن قد أخبرنا من رآه.
ولسنا نستقصي أحواله وأقواله فإها مشهورة وله كلام، لأن جميع ما نذكره ذون جميع قدره، فإذا أمسكنا عن مناقب الرجل الكبير فهو من العجز، وخرس عن الشيخ
أبي الحسن أكابر، كالشيخ علم الدين المنفلوطي، أخبري الشيخ مكين الدين -وكان رحلا صالحا عدلا - قال كنت جاليا والشيخ علم الدين وصدر الدين المنفلوطي، فقال الشيخ علم الدين للقاضي صدر الدين عن أمر فلم يفعله، فقال له الشيخ علم الدين تخالف القطب؟ فقال له: يا سيدي، وآنت القطب؟ فقال الشيخ علم الدين: والله الذي لا إله إلا هو أنا القطب الذي هو غوث الوجود بأسره.
وكانت له أحوال جليلة ومنازلات شريفة، ومماحدثونا به أنه كان يمشي وتنحل عمامته وتحب خلفه، وكان ينشد ليس الصحيح إذا مشى كالمقعد لا تحر ذكري في الهوى مع ذكركم وأحضر لي خادمه، الشيخ مخلوف بن حريرة، أوراقا بخط الشيخ وجدت عند رأسه بعد وفاته، وفيها ما لا تسعه العبارة من المخاطبات والمنازلات، حتى إنني حصل عندي شيء من كون البشر تميل إلى مثل هذا الأمر العظيم فلم تمض مدة حتى وقع لي ببركته ما تحققت به صحة ما وجده وسمعه ورآه ظللينه، الشيخ أبويعيى ابن شافع(1) ومن أصحابه الشيخ أبو يحيى بن أبي بكر بن شافع.
كان عظيم الشأن، وكان بين أصحابه كالملك بين أجناده.
وكان بدع أمره كما حدثني الشيح ناصر الدين محمد بن عبد القوي الأسواني المعروف بابن شعبان، لكونه كان مريده عن خادم الشيخ أبي الحسن بن الدقاق، قال: خرحت مع الشيخ من بلده إلى البهنسا أو دهروط -أو كما قال- قال: فمشينا ليلا، (1) أبو يحى بن شافع القنائي، صوفي صنعته المعارف وطافت به العوارف، كان بحاتوت يتسبب فيه، فرآه الشيخ أبو الحسن الصباغ فقال هذا يصلح للسلطنة، ويتزوج بنت الخليفة فقام للوقت، وترك حانوته وتبعه، فأقام بخدمته مدة، وتسلك بالشيخ، وتزوج ببنت الخليفة، وظهرت له كرامات وخوارق باهرات. انظر: الطالع السعيد (743)، وطبقات الأولياء (483).
Halaman 226