============================================================
116 الوحيد في سلوك أهل التوحيد الشيخ إلى خلوة له، قال: وفي القاعة فسقية كبيرة والفاكهة كثيرة فمد عمر أطباق مشمش قبل أن يمد الطعام، فرأيت شيئا ما رأيته قط فمددت يدي وأخذت حبة من المشمش متعجبا لها، فلاحت مني التفاتة، فنظرت إلى عمر الخادم فأخذ من قلبي، وأكل الفقراء وفرغوا وعندي غيبة أو هتة، وإذا بعلى الهندي الراهب وضع يده على لأحد الناس قد فرغوا من الأكل، وإذا بالشيخ يقول: أحضروا الفقير الوارد عليكم، قال: فأخذوا بيدي كما يؤحذ من يوقفوه بين يدي الملوك فلما أوقفوني بين يديه قال لي: يا محمد قلت: نعم قال: أعجبك المشمش وأعجبك الشاي؟ فقلك: يا سيدي، آنتم جواسيس القلوب فقال الشيخ: خذوا هذا الطبق المشمش والشاب وهذا الفقير وأدخلوهم هذه الخلوة وأشار إلى خلوة- واقفلوا عليهم وهاتوا المفتاح، قال: فأدخلوي والشاب والطبق الخلوة وأقفلوا علينا الباب، فعندما جلست وإذا بالمشمش قد صار حيات وأحدقوا بي، وإذا الشاب قد انقلب خنزيرا وظهرت أنيابه وتقدم إلى.
قال: ولحقني من الخوف والألم والبكاء ما لا أقدر على وصفه، وبقيت أستغيث فلا أغات، والفقراء الجميع قد كشفوا رعوسهم وهم يكون ولا يتجاسرون عليه بالشفاعة لعلمهم به: قال: ولم أزل على ذلك الحال حتى طرح على الهنديي نفسه على باب خلوة الشيخ وقال: يا سيدي، سأليك بالله إلا ما عفوت عنه؛ فإنه كان سبب دخولي في الإسلام، وفي هذه الطريقة الشريفة، قال: أخرجوه فأخرجوني وأوقفوني بين يديه قال لي: محمد، كيف كان حالك مع معاشيقك؟ فسكث ولم أستطع جوابا، ثم قلت لعلي الهندي: أشتهي أن تأحذ لي دستورا بالسفر قال لي: وأين تحد مثل هذا الرجل وهذه التربية؟ فقلت: لا طاقة لي بطريقه.
فأحذ لي دستورا، وسافرت من عنده، ودخلت في مدينة يقصر الوقت عن ذكر سعتها وما فيها، غير أني رأيت فيها أقواما مثتلين في الطرقات فقلت: يا أخي هذه البلد بلد المئتلين؟ قال: لا وإنما هنا شيخ يركب يوم الجمعة أي من وضع يده عليه برئ من بلائه، فترى الناس يجيئون من البلاد ويجلسون في الطرقات التي يركب فيها إلى الجامع، فقلت: على مثل هذا أنا أطوف،
Halaman 106