344

Wafa Wafa

وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى‏ - الجزء1

Penerbit

دار الكتب العلمية

Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤١٩

Lokasi Penerbit

بيروت

Genre-genre

Geografi
تقدم أنه بناه مع بناء المسجد، وهو الظاهر؛ لأنها كانت حينئذ زوجته، غير أنه لم يبن لها فتأهب لذلك بأن بنى لها حجرتها.
وذكر الأقشهري أن ابن عبد البر روى من طريق الزبير بن بكار عن عائشة ﵂ خبرا طويلا في قدومها المدينة قالت فيه: ثم إنا قدمنا المدينة، فنزلت مع آل أبي بكر، ونزل آل النبي ﷺ عليه، وكان رسول الله ﷺ يا بني مسجده وأبياتا حول المسجد، فأنزل فيها أهله، فمكثنا أياما، ثم قال أبو بكر: يا رسول الله ما يمنعك أن تبني بأهلك؟ قال:
الصداق، فأعطاه أبو بكر اثنتي عشرة أوقية ونشا «١» فبعث بها إلينا، وبنى لي رسول الله ﷺ في بيتي هذا الذي أنا فيه، وهو الذي توفي فيه ودفن فيه.
المشربة
قلت: ولم أر في كلام المؤرخين من تعرض للمشربة التي اعتزل فيها رسول الله ﷺ لما آلى من نسائه شهرا، ومقتضى ذلك أنه لم يكن بابها من بيت واحدة منهن ليتأتى عدم الدخول عليهن، والذي في الصحيح قول حفصة: هو ذاقي المشربة، وفي رواية تسميتها علّبة، وفي رواية غرفة، وقد بوب عليه البخاري باب هجرة النبي ﷺ نساءه في غير بيوتهن، وفي رواية «هو في خزانته في المشربة» وفي رواية «فإذا رسول الله ﷺ في مشربة يرقى عليها بعجلة» وفي رواية «فدخلت فإذا أنا برباح غلام رسول الله ﷺ قاعد على أسكفة المشربة «٢» مدل رجليه على نقير من خشب وهو جذع يرقى عليه رسول الله ﷺ وينحدر» .
وقال السهيلي: قال الحسن البصري: كنت أدخل بيوت رسول الله ﷺ وأنا غلام مراهق وأنال السقف بيدي، وكان لكل بيت حجرة، وكانت حجرة من أكسية من خشب عرعر.
وورد أن بابه ﷺ كان يقرع بالأظافير: أي: لا حلق له.
وقال مالك: كان المسجد يضيق عن أهله، وحجر أزواج النبي ﷺ ليست من المسجد، ولكن أبوابها شارعة في المسجد.
وقال ابن سعد: أوصت سودة ببيتها لعائشة ﵂، وباع أولياء صفية بنت حيي بيتها من معاوية بمائة ألف وثمانين ألف درهم، واشترى معاوية من عائشة منزلها

(١) النش: نصف كل شيء. يقال: نشّ أوقية. ووزن مقداره عشرون درهما.
(٢) أسكفة المشربة: عتبة المشربة.

2 / 55