195

Wafa Wafa

وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى‏ - الجزء1

Penerbit

دار الكتب العلمية

Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤١٩

Lokasi Penerbit

بيروت

Genre-genre

Geografi
خرب في طرف المدينة، وأرسلا رجلا يؤذن لهما الأنصار، فاستقبلهما زهاء خمسمائة من الأنصار، حتى انتهوا إليهما، قال: فما رأيت مثل ذلك اليوم قط، والله لقد أضاء منها كل شيء، ونزلا على كلثوم بن الهدم، ثم ذكر تأسيس مسجد قباء، ثم قال: ثم خرج منها رسول الله ﷺ يريد المدينة، فلا يمر بدار من دور الأنصار إلا عرضوا عليه، وذكر نحو ما سيأتي؛ فهو صريح في أن ذلك كان عند مقدمه ﷺ في بدء الأمر.
وكان خروجه ﷺ من قباء يوم الجمعة، وتعيينه من الشهر مرتب على ما تقدم في قدومها.
وروى يحيى أنه ﷺ لما شخص: أي: من قباء، اجتمعت بنو عمرو بن عوف فقالوا:
يا رسول الله أخرجت ملالا أم تريد دارا خيرا من دارنا؟ قال: إني أمرت بقرية تأكل القرى، فخلوها- أي ناقته- فإنها مأمورة فخرج ﷺ من قباء، فعرض له قبائل الأنصار كلهم يدعوه ويعدوه النصرة والمنعة، فيقول: خلوها فإنها مأمورة، حتى أدركته الجمعة في بني سالم، فصلى في بطن الوادي الجمعة وادي ذي صلب.
قلت: قيل كانت هذه أول جمعة صلاها رسول الله ﷺ بالمدينة، وقيل: إنه كان يصلي الجمعة في مسجد قباء في إقامته هناك، والله أعلم.
وروى أيضا عن عمارة بن خزيمة قال: لما كان يوم الجمعة وارتفع النهار دعا رسول الله ﷺ براحلته، وحشد المسلمون، ولبسوا السلاح، وركب رسول الله ﷺ ناقته القصوى، والناس معه عن يمينه وعن شماله وخلفه: منهم الماشي والراكب، فاعترضنا الأنصار فما بدار من دورهم إلا قالوا هلم يا رسول الله إلى العز والمنعة والثروة، فيقول لهم خيرا، ويدعو، ويقول: إنها مأمورة، خلوا سبيلها، فمر ببني سالم، فقام إليه عتبان بن مالك، ونوفل بن عبد الله بن مالك بن العجلان وهو آخذ بزمام راحلته يقول: يا رسول الله انزل فينا فإن فينا العدد والعدة والحلقة، ونحن أصحاب العصا والحدائق والدرك، يا رسول الله قد كان الرجل من العرب يدخل هذه البحرة خائفا فيلجأ إلينا فنقول له: قوقل حيث شئت، فجعل رسول الله ﷺ يتبسم ويقول: خلوا سبيلها فإنها مأمورة، فقام إليه عبادة بن الصامت وعباس بن الصامت بن نضلة بن العجلان فجعلا يقولان: يا رسول الله انزل فينا، فيقول النبي ﷺ: بارك الله عليكم، إنها مأمورة، فلما أتى مسجد بني سالم- وهو المسجد الذي في الوادي- فجمّع بهم فخطبهم، ثم أخذ رسول الله ﷺ عن يمين الطريق حتى جاء بني الحبلى، فأراد أن ينزل على عبد الله بن أبي، فلما رآه ابن أبي وهو

1 / 199