25
قال أبو القاسم: معناه وضعن الأيدي على الأكباد لهفًا حين لم يجرن خشية الرقباء على مفاداتي، ومثله بيت الحماسة: لَمَّا رَأَوْهُمْ لَمْ يُحِسُّوا مُدْرِكًا ... وَضَعوا أنامِلهُم على الأكْبَادِ أي حسرة على موته. وقال المتنبي: أدَمْنا طَعْنَهُمْ وَالْقَتْلَ حَتَّى ... خَلَطْنا في عِظامِهُمُ الكُعوبا قال أبو الفتح: أدمنا أي خلطنا قال أبو القاسم: أدمنا من الإدامة يقال دام الشر وأدمنه لأنه قد ذكر خلطًا بعده. وقال المتنبي: كأنَّ نُجومَهُ حُليٌ عليهِ وَقَدْ ... حُذِيَتْ قَوائِمُهُ الجّيوبا قال أبو الفتح: كأن الليل جعلت له النجوم حليًا كما قال الله تعالى:) إنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزينَةٍ الكَواكِب (وجعل له قوائم على الاتساع. قال أبو القاسم: يريد بالنجوم حلي الحب المستزار وأن قوائم الليل راسية في الأرض لا تزول كما قال في بيت الحماسة: لَيْلٌ تَحَيَّرَ ما يَنْحَطُّ في جِهَةٍ ... كَأنَّهُ فَوْقَ مَتْنِ الأرْضِ مَشْكولُ وقال المتنبي: أقَلْبٌ فيهِ أجْفاني كَأنِّي ... أعُدُّ بِهِ على الدَّهْرِ الذُّنوبا قال أبو الفتح: يعني أن ذنوب الليل يحسبها ولا تفنى. قال أبو القاسم: شبَّه تقليب أجفانه في الإطباق والرفع بعقد الحساب رفعًا ووضعًا وعقدًا وبسطًا وسرعة حركات. وقال المتنبي: أعيدوا صَباحي فَهوَ عِندَ الكَواعب ... وَرُدُّوا رُقادي فُهوَ لَحْظُ الحَبائِبِ قال أبو الفتح: المعنى لا أهتدي لرشدي ولا أبصر أمري فردوه لأبصر أمري ويرجع ندمي. قال أبو القاسم: ليس للرشد والأمر مدخل في البت وإنما أن نهاري ظلمة وغمة منذ فارقت أحبتي، والبيت الثاني يفسره حيث يقول: فإنَّ نَهاري لَيْلَةٌ مُدْلَهِمَّةٌ ... عَلى مُقْلَةِ مِنْ فَقْدِكُمْ في غَياهِبِ قال أبو القاسم: معنى البيت أن أفعال السيوف التي هي المضاء في ضرابها وإعزازها للمعتصي بها منسوبة إلى الممدوح لاستعماله إياها ونفس السيوف هي حدائد منسوبة إلى الهند لأنها تطبع بها وبالله التوفيق.

1 / 25