Wadi Natrun
وادي النطرون: ورهبانه وأديرته ومختصر تاريخ البطاركة
Genre-genre
وروى القديس أطاناس “Athanase”
أن القديس انطونيوس كان يحترم القديس أمون احتراما عظيما وكانت صومعته تبعد عنه مسافة 13 يوما. وفي كتاب (سير آباء الكنيسة) وصف زيارة القديس انطونيوس للقديس أمون.
وكان أمون يرى زوجته مرتين كل عام في منزل حياتهما الزوجية حيث كانت جعلته ديرا للعذارى. وقال القديس اطاناس انه لما توفى القديس أمون في صومعته بصحراء نيتريا تنبأ بوفاته القديس انطونيوس
ويؤخذ مما ذكر أن وفاة القديس أمون كانت قبل سنة 356م وهي السنة التي توفى فيها القديس انطونيوس. واذا استعنا بالأدلة الأخرى استطعنا تعيين وفاة القديس أمون بوجه التقريب بين عام 340 وعام 350م. واسم هذا القديس لا تخلو من ذكرة قائمة من قوائم شهداء الكنيسة الارثوذكسية. وقد جعلت له هذه الكنيسة عيدا في اليوم الرابع من شهر اكتوبر. أما في قائمة شهداء الكنيسة الرومانية فلا يوجد له ذكر ما. ا.ه.
وفي الأعصر الأولى لم يكن هذا التنسك كما هو الآن على شكل التجمع في أديرة حصينة بل كان الرهبان يعيشون منفردين في قلالي منقورة في الجبل أو يعيشون في صوامع من القصب أو الجريد. واجتماع الرهبان في الأديرة لم يحصل إلا فيما بعد عندما حملتهم غزوات البربر على انضمامهم إلى بعضهم لحماية أرواحهم. ومع هذا لم تنتظمهم حالة واحدة حيث كانوا منقسمين إلى شراذم لكل شرذمة منها دير قائم بذاته. وقد ذكر روفان أحد آباء الكنيسة اللاتينية وتلميذ ديديم الاسكندري “Didyme”
والذي زار وادي النيل سنة 372م في كتابه (آباء الصحراء) أنه كان يوجد خمسون ديرا من هذا النوع.
وقال بلاديوس “Palladius”
الأسقف اليوناني الذي تنسك في مصر ووضع كتاب (تاريخ اللوزياك) “Histoire Lausiaque”
إنه بعد أن اجتاز بحيرة مريوط استغرق في وصوله إلى نيتريا يوما ونصف يوم. وإنه كان يوجد بهذه الصحراء خمسة آلاف راهب يعيشون فرادى أو مقسمين إلى شراذم تتألف من راهبين أو ثلاثة أو اكثر. وكان يوجد بصحراء نيتريا سبعة مخابز لاطعام هؤلاء الرهبان وستمائة ناسك آخرين كانوا يعيشون متفرقين في الصحراء. وكان يوجد فيها أيضا كنيسة بها ثلاث نخلات معلق في كل منها سوط - واحد للرهبان، وآخر للصوص، والثالث للزوار. والدار التي يقيم فيها هؤلاء الزوار بالقرب من الكنيسة وكانوا يقيمون فيها عامين أو ثلاثة أعوام حسب رغبتهم بشرط أن يقوموا بأي عمل من أعمال التنسك حتى الأسبوع الثاني من قدومهم. وكان يوجد بهذه الدار بعض الأطباء وصانعي الحلوى، وتباع فيها الخمر وتشرب. وكان الرهبان يجتمعون في الكنيسة في يومي السبت والأحد، وكان ملحقا بها ثمانية من الكهنة في استطاعة أكبرهم القيام بصلوات القداس والقاء الخطب.
وأشهر القديسين الذين قضوا حياتهم في وادي النطرون هو بلا نزاع القديس مقار الكبير. وينبغي ألا نخلط اسمه باسم القديس مقار الاسكندري معاصره ورفيقه في صحراء شيهات. وقد ولد مقار الكبير حسب ما ورد في سيرته بكتاب (قديسو مصر ج 1 ص 117) في اليوم الأول من القرن الرابع الميلادي. وقصد صحراء شيهات وهو في العقد الثالث من عمره أى سنة 330م. وقضى في هذه الصحراء ستين عاما ثم أدركته الوفاة سنة 390م وهو بالغ من العمر تسعين عاما. وليس في سيرته ما يستدل منه على أنه هو الذي بنى الدير المسمى الآن باسمه في وادي النطرون، بل العكس يؤخذ منها أنه كان يعيش في قلاية منعزلة في صحراء شيهات، وأنه كان ينتقل من هذه الناحية إلى نيتريا وغيرها.
Halaman tidak diketahui