فنظر التلغرافي في الضابط وقال: أجل، إني قرأت هذا الخبر ولم أنتبه للأسماء جيدا.
فقال الضابط: وأنا قرأته.
فقال التلغرافي لنامق بك بصوت واطئ: هل ترى أن هذا الخط يشبه خط المرحومة؟
فنظر فيه نامق وقال: الحق أني لم أر خط المرحومة إلا نادرا، فلا أدري إن كان هذا الخط يشبهه. أريه للأميرة حرم البرنس. ولكني أخاف من تأثرها أيضا.
فقال البرنس وهو لا يزال متأثرا شديد التأثر: أجل هو خطها، أو خط روحها، آه نميقة! هل روحك تزور الأرض أم أنت في قيد الحياة؟
فقال نامق: حقق الله ظنك يا سيدي الأمير.
فقال البرنس للتلغرافي: ألا تعرف الغلام الذي جاءك بهذه الورقة. ابحث عنه، فلا بد أن يكون عارفا بمقر بنتي. آه! بربكم أين الغلام؟
فقال التلغرافي: لو أمكن أن نعرف الغلام لما جئنا إليك يا سيدي البرنس. فماذا خطر لك يا سمو البرنس حين ورد لك هذا التلغراف؟ أما خطر لك خاطر عمن أرسله؟ - كلا البتة. بل كنت في حيرة لا أدري سره؛ ولهذا استدعيت صديقي نامق بك ليحل رموزه. - من هي هذه الدوقة المشار إليها هنا؟ - لا أعرف دوقة يا ابني. أخبره يا عزيزي نامق الحكاية التي قلتها لي.
فانتفض نامق، ونظر في البرنس كأنه يلومه على هذا الافصاح. فقال البرنس: لا بأس يا عزيزي نامق. قل له ما تعرفه. لا أنت ولا أنا ممن لهم شأن في دسائس أو مؤامرات.
فاضطر نامق بك أن يروي حكاية المدموازال دلزل الممثلة وأنها تدعي لبعض زائريها أنها دوقة.
Halaman tidak diketahui