فسرق عديلي رحلا - الرسالة فيه - فكتبت هذه الرسالة
3
أشكو أموري وما لقيت في سفري من أقيوام يدعون العلم والأدب
وقد ملأ ابن القارح رسالته بشكوى الناس والطعن على الزنادقة والملحدين، وجره ذلك إلى الاستطراد إلى مناسبات شتى، فلما قرأ «أبو العلاء» رسالة ابن القارح، بعث إليه برسالة الغفران ردا على رسالته. وقد سلك فيها منهجا عجيبا لم يسلكه - فيما نعلم - كاتب قبله؛ فبدأها بالثناء على ابن القارح، والإعجاب بغيرته الدينية، ثم قال: «وفي قدرة ربنا - جلت عظمته - أن يجعل كل حرف منها شبح نور لا يمتزج بمقال الزور، ولعله - سبحانه - قد نصب لسطورها المنجية من اللهب معاريج
4
من الفضة أو الذهب، تعرج بها الملائكة من الأرض الراكدة من السماء. بدليل الآية:
إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه .
وهذه الكلمة الطيبة كأنها المعنية بقوله:
ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء * تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها .
وفي تلك السطور كلم كثير، كله عند البارئ - تقدس- أثير، وقد غرس لمولاي الشيخ الجليل إن شاء الله - بذلك الثناء - شجر في الجنة لذيذ اجتناء، كل شجرة منه تأخذ ما بين المشرق إلى المغرب بظل غاط،
Halaman tidak diketahui