Kesedaran: Panduan Ringkas untuk Teka-Teki Asas Mind
الوعي: دليل موجز للغز الجوهري للعقل
Genre-genre
7
على الرغم من أنه قد يكون من المستحيل على شخص لم يختبر شيئا كهذا أن يتخيله، فإن الوعي يمكنه أن يستمر من دون شعور المرء بأنه ذات، وحتى في غياب التفكير. يشير الصحفي والكاتب مايكل هاريس إلى أن هذا يرجع جزئيا إلى تلك القدرة على التداخل مع إحساس المرء بذاته وهو الإحساس الذي نعرف أنه بناء:
إذا كان من الممكن العبث بتمايز الذات الجسدية بواسطة وسائل ميكانيكية [عقاقير الهلوسة، أو سكتة دماغية، أو اضطراب عصبي]، فعلينا حينئذ أن نبدأ في قبول أن الذات الجسدية - ذلك الشعور بأننا كائنات كاملة ومصونة - لا ترجع إلى وجود روح مميزة، أو «أنا»، موجودة داخل أدمغتنا.
8
فكما ذكرنا من قبل، يمكن التغلب على المفهوم النمطي ل «الذات» - إلى جانب مفاهيم خاطئة أخرى عن الخبرات اليومية - من خلال التدريب على التأمل، الذي أصبح الآن مفهوما على نحو أفضل على مستوى الدماغ. لآلاف السنين، استخدمت التقاليد التأملية الشرقية التأمل أساسا تجريبيا لدراسة طبيعة الوعي، وعلى الرغم من أن العلوم الغربية متأخرة نسبيا عن هذه الأساليب للاستبطان، يجري البحث الآن من قبل علماء الأعصاب عن الآثار المحددة للتأمل على العقل والدماغ. نأمل أن تؤدي هذا الأبحاث إلى اكتشافات جديدة حول كيفية تدريب انتباهنا بطرق منهجية يمكن أن توفر فهما أفضل للوعي وعلم النفس البشري. وعلى أقل تقدير، تؤكد هذه الأبحاث أنه يمكن امتلاك رؤى قيمة من خلال أدوات تحقيق ذاتية. يصف العالم البوذي أندرو أولنسكي الطبيعة الوهمية للذات التي يمكن الكشف عنها من خلال التأمل قائلا:
مثل تسطح الأرض أو صلابة المائدة، لها [أي فكرة الذات] فائدة على مستوى معين - اجتماعيا، لغويا، قانونيا - لكنها تنهار تماما عندما يتم فحصها بتمحيص دقيق.
9
لكن بغض النظر عما إذا كان يمكن للمرء كسر وهم الذات أم لا، فمن الواضح أن ثمة الكثير مما يتم إدراكه في أي تجربة واعية معينة؛ بداية من شخص في حالة واعية في أدنى شكل ممكن إلى شخص يقود طائرة. والشيء الوحيد الذي يمكننا أن نقوله بثقة - بغض النظر عما يتم إدراكه - هو أنه إما أن الوعي موجود أو غير موجود. إنه إما يشبه شيئا أو لا.
وكما تفكرنا في اللحظة التي ظهرت فيها التجربة الواعية للمرة الأولى في جنين ينمو، يمكننا أن نتساءل عن اللحظات الأخيرة للوعي في نهاية الحياة. أخبرني صديق لي مؤخرا عن قضاء بعض الوقت مع جده، الذي كان يموت ببطء بسبب مرض قلبي. لقد وصف تدهور حالة جده على مدار عدة أشهر والتجربة المدمرة المتمثلة في مشاهدة شخص يعرفه جيدا ويحبه كثيرا يتغير بشكل كبير. كان أول ما اختفى لدى جده هو التنظيم العاطفي والسيطرة على اندفاعه، بسبب الأضرار التي تحدث في قشرة الفص الجبهي على الأرجح. لم يعد جده يخفي عواطفه المتذبذبة؛ فقد كان يعلن فجأة للجميع كافة المشاعر التي يحس بها؛ الفرح، والإحباط، والشهوة، والغضب. وبعد ذلك، بدأت ذاكرته في التدهور، مما جعل استمرارية شخصيته أقل استقرارا. وفي نهاية المطاف، فقد القدرة على الكلام والمشي . وفي مرحلة ما، وجد صديقي نفسه يتساءل، مثلما يفعل كثيرون في مثل هذه الحالات، متى لن يعود جده «موجودا» حقا؟ متى سيكف عن أن يكون «نفسه»، وأكثر من ذلك، متى سيتلاشى وعيه تماما؟ ومع جلوسه صامتا في غرفة ليس بها شخصية يمكن التعرف عليها، ومع ضياع معظم ذكرياته، ظل الجد يبدو لصديقي أنه يختبر «شيئا ما». فحتى لو كان المتبقي هو أدنى أثر للإدراك، فإن الوعي يكون موجودا بوضوح في شكل ما، حتى اللحظة الأخيرة لوجوده. وهذا الحد الأدنى من الإدراك - مهما كان شكله قبل أن تنطفئ الأنوار تماما - قد يكون مختلفا تماما عن تجربتنا البشرية المألوفة.
عندما طلب منا توماس ناجيل أن نتخيل ماذا يشبه أن نكون خفاشا، فإنه يشير إلى أننا نعرف بالفعل أن ثمة حالات للوعي مختلفة تماما عن حالاتنا. فالطيران في الهواء باستخدام نظام استشعار الصدى لا بد أنه شعور مختلف تماما عن الشعور بالسير على الرصيف باستخدام البصر. وتقدم الدراسة المذهلة ذات الصلة التي أجريت على استبدال الحواس - حيث تمكن العلماء من إعطاء أشخاص مكفوفين وصم طرقا جديدة لإدراك ما يراه ويسمعه معظمنا - أدلة على وجود مجموعة واسعة من الخبرات المحتملة في الدماغ. على سبيل المثال، من خلال أداة تسمى منفذ الدماغ - وهي شبكة صغيرة توضع على اللسان وتحول تغذية فيديو إلى صدمات كهربائية صغيرة - يمكن للمخ أن يبدأ في تعلم ترجمة الإشارات الكهربائية التي تصل إلى اللسان. وباستخدام هذه التكنولوجيا، يمكن للمكفوفين في نهاية المطاف إنجاز مهام مثل رمي الكرة بدقة في سلة، والتنقل عبر مسار به عقبات.
Halaman tidak diketahui