38
ولا فاترة، وحتى ينكر الملأ
39
من قريش كل شيء: يرون المستضعفين في الأرض وقد سمت نفوسهم إلى أشياء لم تكن تسمو إليها، وطمعت قلوبهم في أشياء لم تكن تطمع فيها، وانطلقت ألسنتهم بأشياء لم تكن تنطلق بها، ويرون الرقيق وقد طمحوا إلى الحرية واشتاقوا إليها وهاموا بها، وجعلوا يتحدثون فيها بينهم كأنهم ليسوا أقل من سادتهم استحقاقا للحياة، ولا استئهالا
40
للكرامة، ولا ارتفاعا عما ينقص، ولا تنزها عما يشين
41
كل قد خلق جسمه من تراب، وكل يصير جسمه إلى تراب، لا تتمايز أجسامهم حين تولد، ولا تتمايز أجسامهم حين تموت، وإنما تتمايز نفوسهم وقلوبهم وضمائرهم بين ذلك، بما تقدم من الخير، وما تتجنب من الشر، وبما تتقي من الإثم، وما تصطنع من البر والمعروف. ثم يتحدثون بأن نفوسهم وقلوبهم وضمائرهم تتمايز بعد الموت بما تلقى من جزاء أعمالها؛ فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، وممن يعمل مثقال ذرة شرا يره. ثم يتحدثون فيما بينهم بأن حرية الحر لا تفضله على غيره من الناس إلا إذا آمن واتقى وعمل عملا صالحا ولم يؤذ الناس بيده ولا بلسانه ولا بقلبه، وأن رق الرقيق لا يخسه
42
عن غيره من الناس ما دام يؤمن ويتقي ويحسن في القول والعمل، ويبرئ قلبه من الإثم وضميره من السوء، ويتحدثون فيما بينهم بأن الحرية والرق، والغنى والفقر، والقوة والضعف أعراض تعرض وتزول، ليس من شأنها أن تميز بعض الناس من بعض، ولا أن تسود
Halaman tidak diketahui