رسولُ الله ﷺ: "أرسلني" -وغضب رسول الله ﷺ حتى رأوا لوجهه ظللًا-.
ثم قال: "ويحك! أَرسِلني". قال: لا واللهِ لا أُرسِلُك حتى تحسِنَ في مَواليَّ: أربَعُمئةِ حاسِر، وثلاثُمئة دارع، قد مَنَعوني من الأحمر والأسود، تحصُدُهم في غداةٍ واحدة!!، إني واللهِ امرؤ أخشى الدوائر. فقال رسولُ الله ﷺ:"هُم لك". وكان عبدُ الله بن أُبيٍّ لا يزالُ صاحبَ شأنٍ في قومه، فقَبِل رسولُ الله ﷺ شفاعتَه في يهودِ بني قينقاع على أن يَجلُوا عن المدينة، وأن يأخذوا معهم أموالَهم عدا السلاح".
وبذلك تَخلَّصت المدينةُ من قِطاع يهوديٍّ خبيثٍ ذي قوةٍ عظيمةٍ أساؤوا الأدب مع رسول الله ﷺ، فأدَّبهم اللهُ أدبًا يَليقُ بهم في الدنيا وبأمثالهم، ومآلهم في النهاية إلى أمِّهم الهاوية.
° قال ابن حجر: "أولُ مَن نقض العهد من اليهود بنو قينقاع، فحاربهم في شوالٍ بعد وقعة بدر، فنزلوا على حُكمه، وأراد قتلهم، فاستوهبهم منه عبدُ اللهِ بن أُبيٍّ وكانوا حلفاءَه، فوهبهم له، وأخرجهم من المدينة إلى أذرِعات" (^١).
* بنو النَّضِير ومحاولتهم قتل النبي ﷺ -:
° بَوَّب البخاريُّ في كتاب "المغازي": "باب حديث بني النضير، ومَخْرَج رسولِ الله ﷺ في ديَةِ الرَّجُلين، وما أرادوا مِن الغَدر برسول الله ﷺ".
° قال الزهريُّ عن عُروة: "كانت على رأسِ سِتةِ أشهرٍ من وقعةِ "بدر"
(^١) "فتح الباري" (٧/ ٣٨٣ - ٣٨٤).