لعلك سعيد لهذه المرافعة التي قدمتها في قضية الأمس! أهي المرافعة الوحيدة التي رضيت عن نفسي فيها، إنني أعمل في المحاماة منذ سنوات طويلة، ويقولون إنني محام ناجح، وأعرف انني ناجح، ومعرفتي هذه تجعلني ألتقي بأي قضية وأنا أحتشد لها، وكأنني محام ناشئ ثم أحتشد لها وورائي تاريخي الطويل في ساحة القضاء. أرى أنك بدأت تترافع؟! طبيعة، ماذا أفعل فيها؟! المهم لحظة السعادة التي أمرح فيها الآن لا صلة لها بمرافعتي.
اسمع، ألا يجوز - مجرد فكرة لا تسخر منها - ألا يجوز أن يكون حديثك التليفوني مع صديقك إسماعيل، قد أرسل إليك بهذه اللحظة السعيدة؟ أرى أنك بدأت تخرف، إنني كثيرا ما أحادث الأصدقاء، ولا شك أنهم يرسلون الدفء إلى قلبي، ولكن لو أنني شعرت بهذه لمجرد حديث مع صديق لأصبحت حياتي كلها سعادة بلهاء، سعادة لا قيمة لها؛ لأنها ستصبح سعادة غبية سخيفة.
اسمع، طالما سمعت. اسمع ولا تعقب. إنك سعيد لأنك سعيد. أهذا آخر ما وصلت إليه؟ ما أشد سخفك! بل أنت السخيف. أرأيت؟ إنك تريد أن تفسد علي سعادتي.
اسمع إنني لن أبحث عن السبب. إنني الآن سعيد ولا يهم لماذا، إني سعيد وكفى.
Halaman tidak diketahui