Voluntary Charity in Islam
صدقة التطوع في الإسلام
Penerbit
مطبعة سفير
Lokasi Penerbit
الرياض
Genre-genre
وسمعت شيخنا ابن باز ﵀ يقول: «وهذا لا بأس به، والسؤال بوجه الله لا يسأل به إلا الجنة، أو ما يقرب إليها، وهذا مما يقرب إليها» (١).
وعن ابن عباس ﵄ أن رسول الله ﷺ قال: «ألا أخبركم بخير الناس منزلًا؟» قلنا: بلى يا رسول الله، قال: «رجل آخذ برأس فرسه في سبيل الله ﷿ حتى يموت أو يقتل، وأخبركم بالذي يليه؟» قلنا: نعم يا رسول الله، قال: «رجل معتزل في شعب يقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويعتزل شرور الناس، وأخبركم بشر الناس؟» قلنا: نعم يا رسول الله، قال: «الذي
يُسأل بالله ﷿ ولا يعطى به» (٢).
وسمعت شيخنا ابن باز ﵀ يذكر أن هذا فيمن سأل حقًا له؛ كأن يقول: أسألك بالله أن تقضيني ديني الذي عندك، أو يقول: أسألك بالله أن لا تؤذيني، أو غير ذلك، أما من سأل بالله بغير حق فلا تجب إجابته، كأن يقول: أسألك بالله أن تعطيني أموالك، أو غير ذلك فيما لا حق له فيه.
٤ - قبول العطاء من غير مسألة ولا إشراف؛ لحديث عمر بن الخطاب ﵁، قال: قد كان رسول الله ﷺ يعطيني العطاء، فأقول: أعطه أفقر إليه منِّي، حتى أعطاني مرة مالًا، فقلت: أعطه أفقر إليه مني، فقال رسول الله ﷺ: «ما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف (٣) ولا سائل،
_________
(١) سمعته منه أثناء تقريره على سنن النسائي، برقم ٢٥٦٨.
(٢) النسائي، كتاب الزكاة، باب من يسأل بالله ﷿ ولا يعطى به، برقم ٢٥٦٨، والترمذي، كتاب فضائل الجهاد، باب ما جاء أي الناس خير، برقم ١٦٥٢، وصححه الألباني في صحيح النسائي، ٢/ ٢١٨، وفي صحيح سنن الترمذي، ١/ ٢٣٥، وفي الأحاديث الصحيحة، برقم ٢٥٥.
(٣) مشرف: الإشرافُ على الشيء: الاطلاع عليه، والتعرض له، والمراد: وأنت غير طامع فيه، ولا طالب له. جامع الأصول، ١٠/ ١٦٢.
1 / 110