Views of Al-Qurtubi and Al-Maziri on Creeds

Abdullah bin Muhammad Al Rumayan d. Unknown

Views of Al-Qurtubi and Al-Maziri on Creeds

آراء القرطبي والمازري الاعتقادية

Penerbit

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Nombor Edisi

الطبعة الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢٧ هـ

Lokasi Penerbit

مكة المكرمة - المملكة العربية السعودية

Genre-genre

آرَاءُ القُرطبي وَالمازري الاعتِقَادية مِنْ خِلال شَرْحَيْهِمَا لِصَحِيحِ مُسْلِم - درَاسَة وَتَرجيح تأليف: الدكتور عَبد الله بن محمَّد بن رميَان الرميَان، وَكيلُ كُليةِ الدّعوَةِ وَأصُول الدين لِلدِرَاسَاتِ العُليَا - بِجَامِعَة أم القُرى توزيع دار ابن الجوزي - للنشر والتوزيع

1 / 1

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ حقُوق الطّبْع مَحفُوظة للمؤَلّف الطّبْعَة الأولى ١٤٢٧ هـ أصل هذا الكتاب رسالة علمية نال بها المؤلف درجة العالمية العالية (الدكتوراه) من قسم العقيدة بجامعة أم القرى بمكة المكرمة في ٢/ ٢/ ١٤٢١ هـ بتقدير (ممتاز) مع التوصية بطبع الرسالة وتداولها بين الجامعات عنوان المؤلف: مكة المكرمة - ص. ب: ١٣٦٦٣

1 / 2

المقدِّمَة إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلَّا الله وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله. ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (١٠٢)﴾ [سورة آل عمران: ١٠٢] ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (١)﴾ [سورة النساء]، ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (٧٠) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (٧١)﴾ [سورة الأحزاب] أما بعد: فإن أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرُ الهدي هدي محمد ﷺ، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة. وبعد: فإنَّ الله تعالى بعثَ رسولَه محمدًا ﷺ ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ويهديهم بإذنه إلي صراط مستقيم، فبلَّغ الرسالة، وأدَّى الأمانةَ ونصحَ الأمةَ وجاهدَ في الله حقَّ جهاده حتى أتاه اليقين. ثم سار على دربِه الصحابة والتابعون، فهم بنبيِّهم يقتدون وعلى منهجه سائرون. ثم خلفت من بعدهم خلوف ظهرت فيهم البدعُ واستحكمت فيهم الأهواءُ فنشأت الفرقُ والأحزاب: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (١١٨) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (١١٩)﴾ [سورة هود].

1 / 3

ولكن لا تزالُ في هذه الأمة طائفةٌ منصورة، وفرقةٌ ناجية، لا يضرُّهم من خذلهم ولا من خالَفَهم حتى يأتي أمرُ الله، فيهم أهلُ السنة والجماعة، الذين يعتقدون ما عليه الرسولُ ﷺ ومن معه، فمنهجُهم في العقيدة هو الذي يجب الأخذُ به والسيرُ عليه والجزمُ بصحتِه ونقائه وكمالِه وأنَّ ما خالفه من العقائد مذموم مردود. والمصدران الوحيدانِ لتَلقِّي هذه العقيدة الصحيحة النقية هما الكتاب والسنة ومن المعلوم أنَّ أصحَّ الكتب بعد كتاب الله هما صحيحا البخاري ومسلم، حيث أجمعت الأمةُ على تقديمهما وقبولهما. ولهذا كثرت عنايةُ العلماءِ بهما دراسةً وشرحًا وتعليقًا وتوضيحًا، وقد لقي صحيح مسلم من العناية والاهتمام خصوصًا من علماء المغرب والأندلس ما فاق به غيره، وممن قام باختصاره وشرحه الحافظ الفقيه أبو العباس أحمد بن عمر القرطبيُّ الأندلسي المتوفى في الإسكندرية سنة (٦٥٦ هـ). وقد سماه "المفهم في حل ما أشكل من تلخيص كتاب مسلم" وهو كتابٌ ضخمٌ وشرح واسع يدل على سعة علم مؤلفه وتمكنه. ومع اعتماد العلماء السابقين عليه وكثرة نقلهم منه كالحافظ ابن حجر في كتابه فتح الباري، إذ نقل عنه في أكثر من مائة موضع، وقد ينقل له كلامًا في صفحة كاملة، وكالعراقي وابنه في "طرح التثريب" إذ نقلا عنه في أكثر من ثلاثمائة وثمانين موضعًا، وغيرهم كثير، مما هو مبين في الرسالة عند التعريف بالكتاب وبيان أهميته، هذا سوى تلميذه القرطبي المفسر الذي حوى تفسيره الكثير من آراء شيخه بل وكلماته وعباراته وإن لم ينسبها إليه وما صرح بنقله عن شيخه في تفسيره لا يحصى كثرة. أقول مع معرفة العلماء بقدره واستفادتهم منه بحيث إذا أطلق القرطبي عند العلماء المتقدمين قصد به صاحبُ "المفهم" إلَّا أنَّ هذا

1 / 4

الكتاب بقي رهين الحبس دون إخراج قرونًا متطاولة، حتى يسَّر الله إخراجه بصورة جيدة وبتحقيق طيب على يد مجموعة من الباحثين، علمًا أنَّ هناك عشر رسائل علمية بعضها قد أجيزت في جامعة الإمام لتحقيق هذا الكتاب. ولما خرج هذا الشرح في سبع مجلدات ضخمة بأكثر من أربعة ألاف صفحة تسارع طلاب العلم لاقتنائه وأكبوا على مطالعته والاستفادة منه فوجدت هذه فرصة سانحةً ليكون هذا الشرح الكبير موضوعًا لرسالتي في مرحلة الدكتوراه في قسم العقيدة خصوصًا أنَّ القرطبي ﵀ قد تأثر بمنهج المتكلمين وسار على طريقة الأشاعرة المأولين، بحيث أنَّ دراسة منهجه في ذلك وبيان مخالفته لمنهج السلف في هذا الجانب وتقويم ما أخطأ فيه يكون وسيلةً نافعةً للاستفادة من هذا الشرح دون حرج أو حذر فاستشرت من مشايخي من أثق بعلمه واستنير برأيه، فوجدت التأييد التام، فاستعنت بالله تعالى وقدمت مخططه لقسم العقيدة، ولكن أعضاء القسم حفظهم الله، رأوا إضافة شرح آخر إليه فوقع اختيارهم على أول شروح صحيح مسلم وأقدمها وصولًا إلينا وهو "المعلم بفوائد مسلم"، لمحمد بن علي المازري المتوفي سنة (٥٣٦ هـ)، وهو الكتاب الذي أصبح أساسًا لما بعده حيث أكمله القاضي عياض بكتابه "إكمال المعلم" ثم أكمله عدد من العلماء بـ "إكمال إكمال المعلم"، و"مكمل إكمال المعلم" وغيرها فزادت الكتب المصنفة على "المعلم" على خمسة مؤلفات فرضخت للأمر، رغم علمي بصعوبته، إلَّا أنه مما سهل الأمر بعد الإستعانة بالله أنهما على مذهب واحد في العقيدة وهي عقيدة الأشاعرة وإن لم يلتزم القرطبي التزامًا كاملًا بها. ولا ريب أنَّ الفتن والبدع التي ظهرت عصفت في مسارها بخلق كثير وإنَّ ممن نالهم عصف هذه الفتن القرطبي والمازري - رحمهما الله

1 / 5

تعالى- إذ سيتبين من خلال الرسالة مخالفتهما لمذهب أهل السنة والجماعة في كثير من مسائل الاعتقاد. ولكن ومع هذه المخالفة التي جاءت لأسباب عديدة تتعلق ببيئاتهم وأزمانهم لكننا لا نشك في صدقهم وحسن نواياهم ولا نغض الطرف عن جهودهم في خدمة السنة والدفاع عنها فليس حالهم كالذين عقدوا ألوية البدعة وأجمعوا على مفارقة الكتاب والسنة. لكن لا ينبغي مع هذا السكوت على أخطائهم ولا التغاضي عن زلاتهم التي هي في أصول الدين، حتى لا يغتر بها من يجهل الحال ويخفى عليه الأمر. وهذا هو هدف هذه الدراسة خصوصًا أنَّ الدراسة تتعلق بكتابين هما من أهم شروح صحيح مسلم الذي هو من أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى. ولم يكن هذا الموضوع مما كتب فيه رسالة علمية إضافة إلى استفادة الباحث الشخصية وذلك بالبحث في جل أبواب العقيدة مما يساعد على الإلمام بمسائلها والاطلاع على كلام أهل العلم فيها وهو ما كنت أتطلع إليه واسعى للحصول عليه خصوصًا أنَّ جميع دراساتي السابقة في المرحلة الجامعية والماجستير لم تكن في هذا التخصص فـ ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ﴾. خطة البحث: قسمت البحث إلى مقدمة وأربعة أبواب وخاتمة. أما المقدمة: فعن أهمية الموضوع وأسباب اختياره وخطة البحث وبيان المنهج الذي سرت عليه وكلمة الشكر لمن يستحقها. وأما الباب الأول: فهو دراسة لشخصيتي المازري والقرطبي وعصرهما

1 / 6

الذي عاشا فيه، وقسمت هذا الباب إلى فصلين: الفصل الأول: عن عصر المازري وحياته. وفيه أربعة مباحث: المبحث الأول: عصره وفيه مطلبان. المبحث الثاني: حياته الشخصية وفيه تمهيد وثلاثة مطالب. المبحث الثالث: حياته العلمية وفيه سبعة مطالب. المبحث الرابع: التعريف بكتاب المعلم وأهميته وفيه خمسة مطالب: الفصل الثاني: عن عصر القرطبي وحياته، وفيه أربعة مباحث: المبحث الأول: عصره، وفيه مطلبان. المبحث الثاني: حياته الشخصية، وفيه أربعة مطالب. المبحث الثالث: حياته العلمية، وفيه ستة مطالب. المبحث الرابع: التعريف بكتاب "المفهم" وبيان أهميته، وفيه ستة مطالب. الباب الثاني: الإيمان والتوحيد، وفيه أربعة فصول: الفصل الأول: الإيمان وما يتعلق به من مسائل وفيه ثلاثة مباحث: المبحث الأول: تعريف الإيمان لغة وشرعًا، وحكم الإستثناء فيه، وفيه ثلاثة مطالب. المبحث الثاني: الإيمان والإسلام. المبحث الثالث: الكييرة وحهكم مرتكبها وفيه ثلاثة مطالب. الفصل الثاني: توحيد الربوبية وفيه تمهيد وثلاثة مباحث: التمهيد: عن علم الكلام وموقف السلف منه. المبحث الأول: أول واجب على المكلف والرد على المتكلمين. المبحث الثاني: معنى توحيد الربوبية وأدلته، وفيه ثلاثة مطالب: المبحث الثالث: الإيمان بالقدر وفيه عشرة مطالب.

1 / 7

الفصل الثالث: توحيد الألوهية، وفيه أربعة مباححث: المبحث الأول: حقيقة توحيد الألوهية ومكانته. المبحث الثاني: العبادة وبعض أنواعها، وفيه مطلبان. المبحث الثالث: نواقض التوحيد وقوادحه وفيه أربعة عشر مطلبًا. المبحث الرابع: البدع والموقف من الفرق المبتدعة وفيه ثلاثة مطالب: الفصل الرابع: توحيد الأسماء والصفات، وفيه تمهيد وثلاثة مباحث: المبحث الأول: منهجهما في أسماء الله تعالى وفيه تسعة مطالب. المبحث الثاني: منهجهما في صفات الله تعالى: وفيه خمسة مطالب. المبحث الثالث: منهجهما في رؤية الله تعالى. الباب الثالث: النبوة والإمامة والصحابة وفيه ثلاثة فصول: الفصل الأول: النبوة وفيه خمسة مباحث: المبحث الأول: تعريف النبوة والرسالة وبيان فضل الأنبياء وفيه خمسة مطالب. المبحث الثاني: دلائل النبوة وفيه مطلبان: المبحث الثالث: عصمة الأنبياء. المبحث الرابع: خصائص نبينا محمد ﷺ. المبحث الخامس:، الإيمان بالملائكة والجن، وفيه مطلبان. الفصل الثاني: الإمامة وفيه خمسة مباحث: المبحث الأول: حكم نصب الإمام وبما تنعقد به الإمامة. المبحث الثاني: البيعة. المبحث الثالث: شروط الإمام. المبحث الرابع: واجبات الإمام وحقوقه. المبحث الخامس: الموقف من الأئمة.

1 / 8

الفصل الثالث: الصحابة وفيه ثلاثة مباحث: المبحث الأول: مكانة الصحابة وفضلهم. المبحث الثاني: عدالتهم وعظم الطعن فيهم. المبحث الثالث: الموقف مما وقع بينهم. الباب الرابع: اليوم الآخر وفيه أربعة فصول: الفصل الأول: أشراط الساعة وفيه ثلاثة مباحث: المبحث الأول: تعريف أشراط الساعة وأقسامها. المبحث الثاني: أشراط الساعة الصغرى. المبحث الثالث: أشراط الساعة الكبرى. الفصل الثاني: فتنة القبر وعذابه ونعيمه، وفيه أربعة مباحث: المبحث الأول: الروح. المبحث الثاني: فتنة القبر. المبحث الثالث: عذاب القبر ونعيمه. المبحث الرابع: سماع الموتى. الفصل الثالث: البعث والحشر وفيه ثمانية مباحث: المبحث الأول: النفخ في الصور. المبحث الثاني: البعث والنشور. المبحث الثالث: الحشر. المبحث الرابع: الميزان. المبحث الخامس: الشفاعة. المبحث السادس: الحوض. المبحث السابع: الصراط.

1 / 9

المبحث الثامن: ذبح الموت. الفصل الرابع: الجنة والنار. الخاتمة: وذكرت فيها أهم نتائج البحث. منهج البحث: وقد سرت في إعداد هذا البحث على المنهج التالي: ١ - قمت بقراءة كتابي "المفهم" و"المعلم" واستخرجت منهما مسائل العقيدة حسب علمي القاصر. ٢ - قسمت هذه المسائل المحصورة إلى موضوعات علم العقيدة وعنونت لها بحسب الخطة المعدة لذلك حسب ما فهمت من مضامينها. ٣ - جمعت شتات كلام القرطبي أو المازري في المسألة الواحدة من مواضعها المختلفة وأعتمد على أكمل النصوص وأوضحها في الدلالة على المسألة وقد أذكر أكثر من قول في المسألة الواحدة إن وجد وكان لذكره فائدة وإلَّا أحلت إلى مواضعها في الهامش. ٤ - أعرض الأقوال في المسألة وأبين رأي القرطبي والمازري فيها ثم اتبعه ببيان موافقتهما لمنهج السلف من عدمه ثم أردف بعد ذلك بكلام أئمة السلف في هذه المسألة تأييدًا لما ذهبا إليه حال الموافقة، وردًا عليهما عند المخالفة هذا في المسائل التي فيها خلاف بين أهل السنة والجماعة وبين الأشاعرة، وأما في المسائل التي هي محل اتفاق فقد أذكر قوليهما دون حاجة إلى تعليق أو تأييد خصوصًا في البابين الثالث والرابع. ٥ - أقدم في عرض المسائل قول القرطبي رغم تأخر زمنه عن المازري لأنه أصل هذه الرسالة ولقلة المادة العلمية العقدية في كتاب المعلم لأنه لا يعد في الحقيقة شرحًا لصحيح مسلم بل تعليق على بعض أحاديثه ولذلك فالكثير من المسائل لم أجد للمازري قولًا فيها ومنهجي في

1 / 10

هذا ذكر قول المازري إن كان له قول في المسألة بعد كلام القرطبي وقد أقدمه أحيانًا لحاجة أو سبب وإن لم يكن له في المسألة قول سكت عنه دون التنبيه لذلك حتى لا يتكرر هذا في كل مسألة. ٦ - عزوت الآيات القرآنية إلى مواضعها في القرآن وكتبتها وفق رسم المصحف العثماني. ٧ - خرجت الأحاديث النبوية الواردة في البحث من مصادرها المعتمدة فإن كان الحديث في الصحيحين أو في أحدهما اكتفيت بهما في التخريج وأذكر الكتاب والباب، والجزء والصفحة من فتح الباري بالنسبة للبخاري وشرح صحيح مسلم للنووي بالنسبة لمسلم وإن كان في غيرهما ذكرت من خرَّجه من الأئمة وقد أكتفي بواحد مع بيان الحكم على الحديث ثم أحيل عليه إن ورد مرة أخرى. ٨ - ترجمت للأعلام المذكورين في صلب البحث عند أول موضع، يرد فيه ما عدا الصحابة والأئمة الأربعة وأصحاب الكتب الستة، وشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم. ٩ - شرحت ما رأيت الحاجة إلى شرحه من الألفاظ الغريبة. ١٠ - خرجت الأبيات الشعرية الواردة في صلب البحث من دواوينها. ١١ - بالنسبة للمرجع، فأذكر اسم الكتاب في الهامش كاملًا وكذلك مؤلفه في أول موضع يرد فيه ثم أذكره مختصرًا للبعد عن الإطالة وإثقال الحواشي. ١٢ - ذيَّلت الرسالة بفهارس لمحتوياتها اشتملت على ما يلي: (١) فهرس الآيات القرآنية. (٢) فهرس الأحاديث والآثار. (٣) فهرس الأبيات الشعرية. (٤) فهرس الأعلام.

1 / 11

(٥) فهرس المصادر والمراجع. (٦) فهرس موضوعات البحث. هذا وفي الختام لا يسعني إلَّا أن أتوجه بالشكر الجزيل لله ﷾ على إتمام هذا البحث وإخراجه على هذه الصورة التي هي جهد المقل، وعمل الضعيف وحسبي أني قد بذلت فيه وسعي وغاية جهدي فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان واستغفر الله من كل خطأ وزلل. وأتقدم بالشكر الجزيل لشيخي ومشرفي على هذا البحث فضيلة الأستاذ الدكتور علي بن نفيع العلياني فقد أفدت من علمه الغزير وتواضعه الجم، فله من الشكر أطيبه ومن الدعاء أخلصه والله يتولى عنا مكافأته كما أذكر بالذكرى الحسنة فضيلة الأستاذ الدكتور محمود خفاجي المشرف على هذا البحث في بدايته، فله مني جزيل الشكر وخالص الدعاء، كما أشكر كل من أعانني في إخراج هذا البحث من أساتذة وزملاء وإخوان هكذا بصفة التعميم والله بأعمال المخلصين عليم. كما أتقدم بالشكر الجزيل لهذا الصرح العلمي جامعة أم القرى بمكة المكرمة ممثلة بكلية الدعوة وأصول الدين وبقسم العقيدة على وجه الخصوص على رعاية طلاب العلم وتيسير التحصيل لهم وأخص بالشكر من كان له الفضل علي بعد الله تعالى في مواصلة دراستي بهذا القسم وهم كل من فضيلة الدكتور عبد الله بن عمر الدميجي عميد الكلية، وفضيلة الدكتور أحمد بن عطية الزهراني رئيس قسم العقيدة السابق، كما أشكر فضيلة الدكتور عبد الله بن محمد القرني رئيس قسم العقيدة على جهوده المشكورة ومساعيه الحميدة. وأسأل الله تعالى أن يجعل أعمالنا جميعًا خالصة لوجهه الكريم وأن يوفقنا للعلم النافع والعمل الصالح وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

1 / 12

الباب الأول المازري والقرطبي عصرهما وحياتهما وفيه فصلان: الفصل الأول: المازري عصره وحياته الفصل الثاني: القرطبي عصره وحياته

1 / 13

الفصل الأول المازري عصره وحياته وفيه أربعة مباحث: المبحث الأول: عصره المبحث الثاني: حياته الشخصية المبحث الثالث: حياته العلمية المبحث الرابع: التعريف بالكتاب وبيان أهميته

1 / 15

المبحث الأول عصره وفيه مطلبان: المطلب الأول: عصره من الناحية السياسية المطلب الثاني: عصره من الناحية العلمية

1 / 17

المطلب الأول: الحالة السياسية: لقد عاش المازري بين سنة (٤٥٣ هـ) وسنة (٥٣٦ هـ)، وهي فترة اضطراب وعدم استقرار وحروب وفتن، خصوصًا في بلاد إفريقية التي عاش فيها. فهذه الفترة لم تكن فيها للخليفة العباسي أيَّة سلطة حقيقة، إنما يُكتفى بذكر اسمه على المنابر، والدعاء له في الدولة التي تدين له بالولاء، وإلَّا فقد كانت الدولة الفاطمية العبيدية الباطنية تسيطر على مصر والشام وإفريقية. أمَّا بلاد اليمن وبلاد الحجاز فتخضعان لهم تارة، وتخرجان عن سلطتهم تارة أخرى. وفي اليمن كانت الدولة الصليحية الباطنية خاضعةً للدولة الفاطمية وتحت سلطتها. وكذلك في إفريقية كانت الدولة الصنهاجية تابعة للفاطميين وخاضعة لهم كما سيأتي تفصيله. وأمَّا خُراسان والعراق وما تبعهما فكانتا خاضعتين للسلطان السلجوقي. والمغرب والأندلس كانتا تحت حكم دولة المرابطين (^١). وهكذا انقسمت بلاد الإسلام، وأصبحت دولًا متعددةً تحت رايات كثيرة. أما إذا خصصنا الحديث عن بلاد إفريقية وهي التي عاش فيها المازري، فإنها كانت تحت حكم الدولة الفاطمية التي قامت أصلًا في إفريقية ثم امتد سلطانها إلى مصر والشام، فانتقلت عاصمة الدولة من

(^١) انظر: تاريخ الإسلام السياسي، لحسن إبراهيم حسن (٤/ ١، ١١٥، ١٧٧، ٢١٩).

1 / 19

إفريقية إلى مصر سنة (٣٦٢ هـ) في عهد المعز لدين الله الفاطمي، وجعلوا على إفريقية بلكين بن زيزي الصنهاجي، وهي بداية قيام الدولة الصنهاجية التي امتدت قرابة القرنين، ولما توفي بلكين سنة (٣٧٣ هـ) (^١) تولى ابنه المنصور الذي توفي سنة (٣٨٥ هـ) (^٢) فتولى بعده ابنه باديس حتى توفي سنة (٤٠٧ هـ) (^٣)، فتولى ابنه المعز بن باديس. وكان المعز بن باديس يميل إلى السنة ويسعى إلى التخلص من سلطة الدولة الفاطمية الشيعية، خصوصًا أن الشعب يعين على ذلك بتمسكه بالسنة ورفضه للمذهب الرافضي الذي تدين به الدولة. وقد أعلن المعز بن باديس انفصاله عن الدولة الفاطمية ودعا للخليفة العباسي، ودان له بالولاء، وذلك سنة (٤٤٠ هـ) (^٤)، فما كان من الخليفة الفاطمي "المستنصر" إلَّا أن سلَّط عليه الأعراب من هلال ورياح وزغبة، الذين كانوا مع القرامطة فبعثهم إلى إفريقية، وأوكل الأمر فيها إليهم، فساروا إليها، ودخلوا مع الصنهاجيين في حروب طاحنة أدت إلى ضعف الدولة الصنهاجية وتسلَّط الأعراب على كثير من مدنها حتى دخلوا القيروان عاصمة الدولة الصنهاجية سنة (٤٤٩ هـ)، وعاثوا فيها فسادًا، حتى رحل المعز إلى المهدية، حيث سبقه ابنه تميم إليها، وانتقلت عاصمة الدولة الصنهاجية إلى المهدية، ولم ينته حكم المعز بن باديس الذي توفي سنة (٤٥٤ هـ) - أي بعد ولادة المازري بسنة - إلَّا وقد كثُرت الاضطرابات والمحن، واختل الأمن، وضعف أمر صنهاجة وتفككت وحدة الدولة.

(^١) الدولة الصنهاجية، الهادي روجي إدريس (١/ ٦٩). (^٢) المرجع السابق (١/ ٩٨). (^٣) المرجع السابق (١/ ١٢٠). (^٤) المرجع السابق (١/ ٢١٢).

1 / 20

قال ابن خلدون (^١): "وانتزى الثوار في البلاد فغلب حَمُّو بن مليل البرغواطي على مدينة صفاقس، وملكها سنة إحدى وخمسين، وخالفت سوسة وصار أهلها إلى الشورى في أمرهم، وصارت تونس آخرًا إلى ولاية الناصر بن علناس بن حماد صاحب القلعة، وولى عليهم عبد الحق بن خراسان فاستبد بها، واستقرت في ملكه وملك بنيه، وتغلب موسى بن يحيى على قابس وصار عاملها المعز بن محمد الصنهاجي إلى ولايته، وأخوه إبراهيم من بعده، والتاث ملك آل باديس وانقسم في الثوار وهلك المعز سنة أربع وخمسين، ولما هلك المعز قام بأمره ابنه تميم وغلبه العرب على إفريقية فلم يكن له إلَّا ما ضمه السور" (^٢). ولكنَّه استطاع إعادة أغلب ما زال من ملكهم فاستعاد صفاقس وسوسة وتونس والقيروان. غير أنه لم يهدأ الوضع ويستعيد بعض الملك حتى فاجأه النصارى بحملات أدت إلى استيلائهم على المهدية عاصمة الدولة الصنهاجية سنة (٤٨٠ هـ)، ولم يخرجوا منها حتى بذل لهم تميم أموالًا طائلة، وما زال تميم في حروب متواصلة، لاستعادة ما ذهب من ملكه، وإخضاع من تحت يده من عمال، يسعون لانتهاز الفرصة للاستقلال بما تحت أيديهم، حتى توفي سنة (٥٠١ هـ) (^٣).

(^١) عبد الرحمن بن محمد بن محمد المالكي المشهور بابن خلدون العالم المؤرخ نشأ في المغرب، ثم انتقل إلى مصر، له مؤلفات، منها: "تاريخ ابن خلدون" و"مقدمة ابن خلدون" وغيرها، توفي بالقاهرة سنة (٨٠٨ هـ). شذرات الذهب في أخبار من ذهب لابن العماد (٩/ ١١٤)، ومعجم المؤلفين لعمر رضا كحالة (٢/ ١١٩). (^٢) تاريخ ابن خلدون (٦/ ١٨٨). (^٣) الدولة الصنهاجية (١/ ٢٩٦).

1 / 21

وتولى من بعده ابنه يحيى الذي رجع إلى طاعة الفاطميين ولم يبق في الملك طويلًا إذ توفي سنة (٥٠٩ هـ) (^١). فتولى من بعده ابنه علي بن يحيى، ولكن ملكه أيضًا لم يدم طويلًا إذ توفي سنة (٥١٥ هـ) (^٢). فتولى ابنه الحسن، وهو صغير لم يبلغ الحلم، وفي عهده هاجم رجار النصراني حاكم صقلية المهدية وحاصرها، ولكنه فشل في الاستيلاء عليها، فرجع عنها. ولكنه عاد مرة أخرى ونشب مع الحسن في قتال استطاع النصارى فيها أن يدخلوا المهدية، ويستولوا عليها، وذلك سنة (٥٤٣ هـ) بعد وفاة المازري بسبع سنوات (^٣). ودخلت بعد ذلك المهدية وغالب مدن إفريقية تحت الحكم النصراني حتى جاء عبد المؤمن بن علي زعيم الموحدين واسترجعها من النصارى، وسيطر عليها، ودخلت إفريقية تحت حكم الدولة الموحدية. هذه مجمل الأحداث السياسية في عهد المازري في إفريقية، وهي - ولا شك - مرحلة حرجة مليئة بالفتن والاضطرابات وعدم الاستقرار السياسي مما سيكون له الأثر الواضح على حياة المازري الشخصية والعلمية ولا شك.

(^١) المرجع السابق (١/ ٣٦٠). (^٢) المرجع السابق (١/ ٣٧٢). (^٣) انظر: تاريخ ابن خلدون (٦/ ١٨٣)، والدولة الصنهاجية (١/ ٤٤٨)، والكامل في التاريخ لابن الأثير (٧/ ٣٣٣، ٤١٤، ٤٨٥، ٨/ ٩، ٨٦، ٢٦٥، ٢٩٥، ٣٥٤، ٣٧٦، ٤٢٦، ٩/ ١١٩، ١٦٠، ٢٠٧، ٢٢٢، ٣٥٠). وانظر: مقدمة تحقيق المعلم لمحمد النيفر (١/ ٨).

1 / 22

المطلب الثاني: الحالة العلمية: لقد عاش المازري في النصف الأخير من القرن الخامس، والثلث الأول من السادس. وقد رأينا في الحالة السياسية الأحداث المعاصرة لحياته من حروب واضطرابات تعرضت لها بلاده من الأعراب والنصارى، مما يترتب عليه تأثير على الحياة العلمية في تلك البلاد. إضافة إلى أن حياته كانت تحت ظل دولة ترضخ للحكم الفاطمي الشيعي وما يضمره من عداء للسنة والقائمين بها والمنافحين عنها، ولذا أثرت هذه الظروف على الحياة العلمية. فالغموض الذي صاحب حياة المازري خصوصًا في نشأته الأولى، فلم يُعرف من شيوخه سوى أربعة - بعد البحث والتحري - رغم كثرتهم، وهو العلم البارز - أثر من آثار هذا التأثير. فغالب تأثير الحياة السياسية في عصره على الحياة العلمية ينصب في ضياع ذلك التراث العلمي الضخم للعلماء في ذلك العصر، وقلة المعلومات عنهم، والمازري - وهو العلم البارز - مثل لذلك بغموض حياته وضياع معظم مؤلفاته. ولكن رغم هذه الظروف الصعبة، والحملة الشيعية الظالمة إلَّا أن العلماء لم يتخلَّو عن واجبهم ولم يغفلوا عمَّا أُنيط بهم من نصرة الدين، ونصيحة الأمة، والقيام بواجب العلم، بل كلما ازدادت المحنة عظمت المهمة، فلم تقتصر على التدريس فقط في حلق العلم ومجالس الذكر، وهو ما حدث من علماء إفريقية في هذا العصر، بل قاوموا الدعوة الفاطمية الشيعية، رغم دخولهم راغمين تحت سلطانها.

1 / 23