Uyūn al-Masāʾil wa-l-Jawābāt
عيون المسائل والجوابات
Genre-genre
============================================================
القن الخامس: من كتاب عيون المسائل والجوابات فالواجب في الشاهد والمعارف عند كل فاعل أن يكلفه الخير، ويعرضه له، وألا يترك الإحسان إلى كافة عبيده ورعئته بجناية جان على نفسه، لم يحمل عليها، ولا دعي إليها، ولا سئلها، بل نهي وحذر وأنذر وسهل له السبيل إلى تركها.
ومن خالف في هذا لم يكن فيه حيلة.
فإن قالوا: فإن منكم من يزعم أن الله لو علم أن الخلق كلهم يكفرون، ولا يؤمن أحد، ولا ينتفع، ولا يصل إلى خير، لكان الضواب والحكمة والأصلح أن يبلغهم ويكلفهم.
قيل لهم: هذا خلاف فيما بيننا لستم منه في شيء، وإنما يجب أن نريكم وجة الحكمة والمصلحة فيما قد فعله الله وقد أعلمناكم أن من يصير إلى الجنة أكثر ممن يعطب بالأضعاف التي لا يحصيها إلا الله؛ فلم يكن الله ليدع الإحسان إلى الخلق أجمعين بجناية عدد منهم قليل واهلاكهم أنفسهم بسوء اختيارهم وقد مكنهم وحذرهم وأنذرهم وأزاح عللهم.
فإذا صاروا إلى ذكر مقالات أصحابنا في الباب الذي اعترضوا فيه ذكرنا ما لكل فريق وما عليه إن شاء الله.
وكذلك لو قال: إن منكم من يقول: إن الله لو علم أن المحنة كانت تصح، والتدبير كان يتسق بأن لا يخلق الذين كفروا، لكان له مع ذلك أن يخلقهم، وكان ذلك صوابا وحكمة، بل كان أصلح.
قلنا: وهذا أيضا جائ فيما بيننا، ومتى أقررتم بالحكمة... خلق من يكفر اذا كانت الحال على ما قلنا بطل الإلحاد، وكان الكلام في هذا الاختلاف..
آخره سنصير إليه إن شاء الله.
Halaman 663