Asas Budaya untuk Bangsa: Hierarki, Perjanjian, dan Republik
الأسس الثقافية للأمم: الهرمية والعهد والجمهورية
Genre-genre
14
في العصر القديم (من القرن الثامن قبل الميلاد حتى القرن السادس قبل الميلاد) بعد الإطاحة بالحكم الأرستقراطي، كونت «المدينة المستقلة» الإغريقية أخلاقياتها ومؤسساتها المميزة، لا سيما تحت حكم الطغاة الذين يقرنون في الغالب بنهوض «طبقة» محاربي الهوبليت أصحاب الأملاك. في هذه الفترة، كان أي حس بالهوية «الإغريقية» المشتركة ناتجا عن أساطير الأصل، والأنساب، والطقوس الصادرة عن مجموعات تزعم أنها انحدرت من نسل «هيلين» ملك ثيساليا، ذلك المكان الذي قال المؤرخ ثوسيديديس إن الإغريق الأوائل جاءوا منه. لربما عجلت حقوق المواطنة الجديدة المحصورة في الدول المدن الناشئة مع تشديدها المتزايد على الأرض والإقامة، وكذلك الأصل، في تحديد المواطنة. وعزز هذه العملية بالتأكيد الحروب الفارسية في أوائل القرن الخامس عندما أصبح شائعا التناقض النمطي بين رعايا ملك الفرس العظيم «البربريين» الأذلاء وبين الدول المدن الإغريقية «الحرة»؛ ذلك التناقض الظاهر بالفعل في مسرحية «الفرس» للروائي المسرحي إسخيلوس (472 قبل الميلاد).
15
إلا أن هيرودوت، مرة أخرى، كان من حدد وصاغ الهوية الإغريقية المشتركة، على ألسنة المبعوثين الأثينيين إلى أسبرطة عام 479 قبل الميلاد، تلك الهوية القائمة على:
تماثيل الآلهة والمعابد التي حرقت ودمرت ... والدم واللسان المشتركين بيننا نحن الإغريق، بالإضافة إلى أماكن التعبد المشتركة، والقرابين والعادات المتشابهة ...
16
شكل 3-5: مجموعة من الفرسان الشباب، الإفريز الشمالي للبارثينون، أثينا، يعود تقريبا إلى الفترة ما بين عامي 442 إلى 438 قبل الميلاد (المتحف البريطاني).
مع ذلك، وعلى الرغم من كل الأفكار التقليدية المتعلقة بالهوية الهيلينية (التي تضم كل الإغريقيين تحت مظلتها)، كان ولاء الإغريقيين الأول للدولة المدينة التي ينتمي كل منهم إليها. وعلى أي حال، لم يكن عدد المدن التي آلت إلى الفرس عام 480 قبل الميلاد قليلا، وقد كان التنافس التجاري والسياسي الشديد بين تلك الدول المدن، لا سيما التنافس بين أثينا وكورنثوس وأسبرطة، هو ما زج بالعالم الإغريقي إلى الحرب البيلوبونيسية (431-404 قبل الميلاد) الطويلة المريرة التقسيمية. وفي القرن التالي، لم تتمكن فكرة الهيلينية الجمعية لصاحبها الفيلسوف إيسقراط، ولا حملة الملك أجيسيلوس ملك أسبرطة على الفرس، من توحيد الدول المدن الإغريقية، واستلزم الأمر انتصار فيليب المقدوني في معركة خيرونيا لفرض الوحدة، ولو مؤقتا على الأقل. وعلى الرغم من معتقداتهم وممارساتهم الثقافية والدينية الكثيرة - في اللغة والأدب، والفن والعمارة، والمهرجانات والألعاب، بالإضافة إلى مجموعة الآلهة الأولمبية - فإن محاولات توحيد الهيلينيين سياسيا تحطمت على صخرة الولاء والوطنية الحصريين للدولة المدينة التي ينتمي إليها الفرد.
17
بالنسبة إلى كثير من الإغريق، كانت الدولة المدينة تمثل عالما منفصلا، وفي حالة أثينا، ربما مثلت في واقع الأمر صفة أكبر من مجرد صفة «الدولة المدينة». من حيث المساحة، وحجم السكان، والعدد الكبير ل «المتوطنين» - المقيمين الذين يتمتعون بحقوق اجتماعية مهمة، لكنها ليست حقوقا سياسية - شكلت أثينا ما أطلق عليه أرسطو «جماعة عرقية». ووفقا لإدوين كوهين، فإن الأثينيين في القرن الخامس اكتسبوا أيضا أسطورة تقول إنهم من سلالة السكان الأصليين المتحدرين من الملك إيريخثيوس. هل يسمح لنا هذا بأن نشير إلى أثينا وريفها المحيط بها المعروف باسم أتيكا بوصف «أمة» قديمة يعادل حجمها حجم أيسلندا؟ فعلى أي حال، كان لدى أعضائها إحساس واضح بالذاتية الجمعية «في مواجهة» الدول المدن الأخرى، وكانت لديهم أسطورة أصول مشتركة (تكونت لاحقا)، بالإضافة إلى انتماء قوي إلى الأرض، وثقافة عامة، وقوانين وأعراف موحدة. ورغم ذلك، إلى أي مدى كانت تلك الثقافة العامة مميزة وإلى أي مدى كانت مجموعة أساطيرها وذكرياتها ورموزها فريدة؟ ففي النهاية، كثير من هذه الأمور كان مشتركا مع بقية الإغريق، لا سيما مع الدول المدن المنتمية إلى نفس مجموعتهم العرقية الفرعية الأيونية. بالتأكيد، حاول بيركليس في خطاب التأبين الشهير الذي ألقاه، كما نقله ثوسيديديس، أن يغرس في نفوس مواطنيه الإحساس بالتفوق الثقافي لأثينا وبقيادتها السياسية لليونان، بالإضافة إلى مثال التضحية النبيلة بالحياة نفسها فداء لمدينتهم في الحرب البيلوبونيسية، إلا أن الحرب التي قتل فيها هؤلاء الأثينيون كانت حربا بين الهيلينيين، ولم تكن حربا يقاتلون فيها الفرس، والقيادة التي طمح إليها الأثينيون الذين خاطبهم بيركليس كانت على حساب حلفائهم في الحلف الديلي إلى حد بعيد. علاوة على ذلك، لم يقل بيركليس إن على مواطنيه أن «يحبوا» اليونان أو الهيلينيين، بل قال عليهم أن يحبوا دولة أثينا وحدها.
Halaman tidak diketahui