Asas Budaya untuk Bangsa: Hierarki, Perjanjian, dan Republik
الأسس الثقافية للأمم: الهرمية والعهد والجمهورية
Genre-genre
في آخر نقاش جدلي في مدينة ووريك، قال إرنست جيلنر مازحا إن الأمم مثل آدم لا تحتاج إلى رحم للخروج منه. كل ما كان يلزم لتفنيد اعتقاد القوميين القائل بوجود أمم فيما قبل العصر الحديث، بل دحض زعم أن للأمم أصولا عرقية، هو إثبات تشكل ولو أمة واحدة فقط في العصر الحديث. وقدم حالة إستونيا، كمثال على الأمة بوصفها اختراعا حداثيا صرفا. ربما كانت توجد خيارات أفضل؛ لأن الإستونيين كانوا في الأصل شعبا من المزارعين يتكلمون لغة محلية في العصور الوسطى، وبعد الإصلاح البروتستانتي، الذي تمثل في الأدب والتعليم القائمين على التعاليم البروتستانتية، تعرضوا لغزو أخوية السيف تحت قيادة الأسقف ألبرت في القرن الثالث عشر، وحكمهم بعد ذلك كبار اللوردات الألمان حتى أوائل القرن العشرين. رغم ذلك، فالفكرة المقصودة فكرة جادة؛ إذ تسعى إلى تحجيم القراءة الغائية للأمم الشائعة لدى القوميين وما يلازم ذلك من ميل كثير من الباحثين إلى «القومية الرجعية»، وهذا أمر انتقدته أيضا سوزان رينولدز وجون بروييه بقوة.
إلا أن كلا من القراءة القومية للأمم والميل إلى القومية الرجعية ليسا ضروريين للحجة القائلة بأن كثيرا من الأمم الحديثة، لكن «ليس كلها»، ينطوي أساسه التاريخي على روابط عرقية من نوع أو آخر يمكن استخدامها كمصادر قوية لتكوين الأمة واستمراريتها، وليسا ضروريين أيضا للزعم الذي يقول إننا يمكننا الحديث عن وجود «بعض» الأمم فيما قبل العصر الحديث، سواء في العصور القديمة أو في أوائل الفترة الحديثة على نحو أكثر تأكيدا وإلى حد أبعد، وإن هذا لم يحدث بمحض صدفة. يتفق كلا الزعمين إلى حد بعيد مع موقف حداثي معتدل يرى أن معظم الأمم، في الواقع التاريخي، ظهرت بعد الثورة الفرنسية، مستعينة في حالات كثيرة بروابط ثقافية موجودة سابقا، لكن في حالات قليلة مشهورة (إنجلترا، وفرنسا، واسكتلندا، وغيرها) كان الإحساس بالهوية القومية، على الأقل بين النخب، واضحا قبل ذلك التاريخ بكثير. وهذا إلى حد بعيد هو الزعم الذي أرغب في طرحه في هذا الصدد.
نحتاج أيضا إلى أن نضع في اعتبارنا أننا في التاريخ المقارن وفي العلوم الاجتماعية نتعامل مع ممكنات واحتمالات، وليس مع فرضيات شبه ثابتة؛ لذلك، يجب نبذ المواقف البالغة التعصب التي يتبناها القوميون البدائيون (ليس كلهم بالمناسبة)، والحداثيون الراديكاليون في مثل مجالاتنا التي لا تعترف باليقين إلى حد بعيد. سيفهم موقفي على أنه القول بالاحتمالية، وليس الضرورة الغائية، وهذا ما يمكننا أن نطالب به في مجالات البحث تلك؛ لذلك، لا يوجد اتهام بالقومية الرجعية عند استقصاء أهمية العوامل العرقية في تكون الأمم والقومية واستمراريتهما.
في الفصل الأول قلت إن مفهوم الأمة باعتبارها فئة تحليلية يمكن، من الناحية النظرية، أن يشمل كل الفترات وكل القارات. هل هذا يوحي بأننا من الممكن أن نكتشف أشكالا تاريخية من المجتمعات القومية في أقدم سجلاتنا، أي في الشرق الأدنى القديم وفي العالم اليوناني الروماني القديم؟
في واقع الأمر، يشير السؤال إلى اتجاهين للبحث: أحدهما في تحديد الفترة، والآخر عن دراسة الأصول الثقافية. يتعلق الاتجاه الأول بمعايير وأدلة لتحديد تاريخ «أولى الأمم». المسألة في هذا الصدد مباشرة نسبيا؛ فإما أنه لا توجد سجلات تاريخية للهوية القومية - أو المجتمع القومي في هذه الفترة - وأن مفهوم الأمة لم يكن معروفا في العصور القديمة، أو أننا يمكننا أن نجد على الأقل بعض الأدلة على وجود شكل قومي من الجماعة والهوية، إلى جانب بعض عمليات تكوين الأمة. في كلتا الحالتين نحتاج إلى الانتباه إلى عدم السماح لفهمنا الحالي لمفهوم الأمة الحديثة بتوجيه تقييمنا لذلك الدليل بأثر رجعي.
أما الاتجاه الآخر من البحث في التراثات والأصول الثقافية، فهو أكثر تعقيدا؛ إذ يتطلب دراسة الأنواع المختلفة من الهويات الجمعية السائدة في العالم القديم لمعرفة إلى أي مدى وبأي طريقة قدمت تلك الهويات تراثا ثقافيا لعب دورا جوهريا لتكوين الأمم فيما بعد. هذا هو البحث الذي أعتقد أنه سيكون أكثر فائدة، وهو الاتجاه الذي سوف أتبعه في هذا الفصل وفي الفصول التالية. رغم ذلك، ثمة شيء لا بد وأن يقال فيما يتعلق بتحديد فترة نشوء الأمم، وسأتناول أيضا المسائل التي يثيرها هذا الأمر.
1
بالنسبة إلى الحداثيين، يمثل مصطلح «الأمة القديمة» تضاربا في المصطلحات؛ فنظرا لارتباط الأمم والقومية بعمليات التحديث الأكثر عمومية، فإن أي مثال على أمم وجدت قبل ظهور الحداثة هو محض صدفة. يتسم إرنست جيلنر - الأكثر صراحة بين الحداثيين في هذا الصدد - بالوضوح القاطع؛ إذ يقول إنه يحتمل وجود كل أنواع الهويات الثقافية والسياسية الجمعية قبل نشأة الحداثة، لكن لم تكن ثمة حاجة أو مجال للأمم. وصحيح أن سجلاتنا عن العصور القديمة تتحدث، في الغالب، عن كل أنواع الهويات الجمعية باستثناء الأمة. في الواقع، من المحتمل أن تكون قوة وصمود تلك الأنواع الأخرى من الهويات الجمعية - العشيرة والقرية، والدولة المدينة، والدين والإمبراطورية - قد حالت دون تطور تلك العمليات الاجتماعية والموارد الثقافية بعينها التي تساعد في إنتاج الأنواع القومية من الجماعة وتحافظ عليها. وهذا لا يعني القول إنه لا يوجد قدر كاف من الأدلة على وجود ثقافات مشتركة ونوع من الانتماء العرقي المشترك بين الجماعات السكانية في الشرق الأدنى القديم والعالم اليوناني الروماني القديم، حتى في بعض حالات تسييس الثقافة والانتماء العرقي القريبة الشبه بالنوع القومي للهوية والجماعة.
2
في هذا الفصل، سأستعرض بإيجاز ثلاثة أنواع من الهوية الجمعية والمجتمع الجمعي في العالم القديم، ألا وهي: الإمبراطورية، والدولة المدينة، والاتحاد القبلي، وسأوضح، في كل حالة، كيف أصبحت متشابكة بالاختلافات العرقية وتنمية حس الانتماء العرقي المميز. في الفصول التالية، أتمنى أن أوضح كيف قدمت هذه الأنواع الثلاثة من الهوية والجماعة التقاليد الثقافية والدينية التي ساعدت في تكوين الأنواع التاريخية المختلفة من الأمم وتشكيلها، في أوروبا والغرب على نحو أساسي. (2) الإمبراطورية والعرقية
Halaman tidak diketahui