Asas Budaya untuk Bangsa: Hierarki, Perjanjian, dan Republik
الأسس الثقافية للأمم: الهرمية والعهد والجمهورية
Genre-genre
برؤية أكثر عمومية، يمكن القول إن العملية التي بموجبها باتت الجماعات العرقية محكومة بدرجات متزايدة بتشريعات قانونية موحدة ومؤسسات قانونية موحدة تعد محورية لتكوين الأمم؛ لأنها توفر «سقفا» للوحدة وتخلق إحساسا بالتضامن الاجتماعي من خلال الأعراف المشتركة وإدراك الحقوق والواجبات المشتركة لأفراد المجتمع. حقيقي أن هذه العملية، في الأغلب، كانت تحدث تحت رعاية الدولة، بصرف النظر عن بساطتها، التي عادة ما كانت تتمثل في مملكة أو إمارة عرقية. رغم ذلك، فإننا نجد أيضا تشريعات قانونية ومؤسسات قانونية معقدة مطبقة ، إن لم تكن مسنونة، في غياب الدولة، على سبيل المثال، من خلال مؤسسات دينية عامة نشأت في مجتمع مشتت، كما كان شائعا بين كل من الأرمن واليهود طوال حقبة العصور الوسطى. توضح هذه الحالات الحاجة إلى الفصل بين عملية سن القوانين والأعراف المشتركة وبين البعد السياسي البحت، وبخاصة الدولة الحديثة، التي اعتاد الحداثيون غالبا ربطها به.
16 (3) الموارد الثقافية للهوية القومية
حتى الآن تناولت بعضا من العمليات الاجتماعية والرمزية التي ينطوي عليها «تكوين» الأمم. لكن كيف تحافظ المجتمعات القومية على نفسها، ولماذا تكون معمرة في الغالب؟ يتضمن هذا الأمر التفكر في طبيعة وقوة الإحساس بالهوية القومية لدى جماعة سكانية معينة ومصادر «استمرار» الأمم من خلال فحص بعض الموارد الثقافية الأساسية للأمة.
بالنسبة إلى أعضاء أي مجتمع، تكون هذه الموارد الثقافية ملموسة ومتاحة إلى حد أبعد كثيرا من العمليات العامة التي ينطوي عليها تكوين الأمم التي أوضحتها؛ فهذه الموارد تكون أكثر تحديدا، ومن ثم أكثر قابلية للاستخدام، وتستخدم، بصفة خاصة، لبلوغ غايات سياسية. وهذه المصادر من الممكن أيضا أن يختارها الأفراد والجماعات المصرون على التدخل الفعال في حياة الأمة، على سبيل المثال، يستغلها القادة الذين يسعون إلى إحياء ثروات الأمة، أو الكهنة والمفكرون الذين يصنعون رموزا جديدة وتراثا قصصيا جديدا للأمة.
17
لكن، الاعتبار الأهم على الأرجح هو أن بعضا من هذه الموارد الثقافية للهوية القومية على الأقل يمكن أن يصبح «أسسا مقدسة» للأمة؛ فيتخذ مكانة مميزة، ويبجل، ويعامل كما لو كان قانونا مقدسا، من خلال عملية إضفاء القداسة على العناصر الاجتماعية والرمزية الأساسية؛ عملية كثيرا ما تشتق بدورها من عمليات منح القداسة التي ميزت التقاليد الدينية القديمة، إن لم تكن مصممة على غرارها عمدا؛ إذ إنه في حقب ما قبل العصر الحديث، وما قبل القومية، نادرا ما كان الانتماء العرقي ينفصل عن الدين. نتيجة لذلك، فإن الموارد الثقافية التي من الممكن أن يكون القادة والجماعات العرقية أو القومية خلال حقب ما قبل العصر الحديث قد استخدموها، وسعوا وراءها بحماس، وقدسوها تأتي مصحوبة بهالة دينية واضحة تشبع التصورات العلمانية الأخرى للأمة بصفة «مقدسة» واضحة. حتى في عصر «القومية» الحديث، نادرا ما تغيب تلك الصفة المقدسة، وهنا فقط تحل الأصالة محل العقيدة الدينية، وتمثل عقيدة الأصالة الأساس الجديد ل «دين سياسي يدين به الشعب»، بشعاراته وأناشيده، وأعياده ومراسمه، كما كان مشهودا إبان الثورة الفرنسية.
18
لهذا السبب، قد تعتبر الموارد الثقافية التي تحافظ على الإحساس بالهوية القومية لدى أي جماعة سكانية أيضا «أسسا مقدسة» للأمة، بمعنى أنها «تدعم» الأبعاد الأربعة الأساسية للأمة، وهي: الجماعة، والأرض، والتاريخ، والمصير. دعوني أتناول هذه الأمور تباعا بإيجاز. (3-1) أساطير الأصول وأسطورة الاختيار الإلهي للشعوب
تمثل أساطير الأصول وأساطير الاختيار العرقي موردين من الموارد الثقافية الأساسية يمكن وصفهما بأنهما يدعمان البعد المجتمعي في حس الهوية القومية لدى الجماعة السكانية، وكلاهما يبرز أهمية هذا البعد المجتمعي. (1) «أساطير الأصول»: تناولت بالفعل أهمية هذه الأساطير. يغطي المصطلح نفسه نطاقا عريضا، يتراوح بين الوصف التفصيلي للكونيات وأساطير الخلق وصولا إلى أساطير التأسيس وأساطير السلف المشترك. على سبيل المثال، في مصر القديمة وفي اليابان قديما كانت أساطير خلق الآلهة مرتبطة بحكايات عن أصول شعب معين، وأسر معينة، ومملكة معينة؛ حكايات تضع الشعب وحكامه في مركز الكون، وتكون غالبا خاضعة لشرح دوري من قبل الكهنة والمفكرين. من ناحية أخرى، يمكن أن تكون أسطورة الخلق منفصلة من حيث التأريخ الزمني عن أصل الشعب، كما هي الحال في قصيدة «أصول الآلهة» للشاعر هسيود، وكما يشهد أول أحد عشر إصحاحا من سفر التكوين.
19
Halaman tidak diketahui