Usul Masail Al-Aqidah 'Inda Al-Salaf Wa 'Inda Al-Mubtadi'ah
أصول مسائل العقيدة عند السلف وعند المبتدعة
Penerbit
*
Nombor Edisi
١٤٢٠هـ
Tahun Penerbitan
١٤٢١هـ
Genre-genre
وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِينًا﴾ [المائدة٣] ١.
٢ - أن المبتدع مستدرك على الشارع ببدعته، فكأنه يرى أن ثمة طرق أخرى موصلة للحق لم يذكرها الشارع.
قال ابن مسعود ﵁ لمن كانوا متحلقين يسبحون: "والذي نفسي بيده إنكم على ملة هي أهدى من ملة محمد ﷺ أو مفتتحوا باب ضلالة".٢
قال عمر بن عبد العزيز: "فعليك بلزوم السنة فإن السنة إنما سنها من قد عرف ما في خلافها من الخطأ والزلل والحمق".٣
٣ - أن التشريع حق الله تعالى وحده، والمبتدع قد أنزل نفسه منزلة المشرع، وذلك بتشريعه شريعة لم يشرعها الله تعالى ولا رسوله ﷺ، وفي هذا تشبه بالمشركين قال تعالى: ﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [الشورى ٢١] .
كما أن من منهج السلف البعد عن أهل البدع والحذر منهم وعدم مجالستهم ومجادلتهم. يدل على ذلك ما روى الآجري بسنده عن ابن عباس ﵁ قال:
"لا تجالس أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلوب"٤.
وعن أبي قلابة ٥ ﵀ قال: "لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم فإنني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم أو يلبسوا عليكم بعض ما لبس عليهم"٦.
فتجنب أهل البدع والحذر منهم منهج سلفي لما لهم من الخطورة على أغلى ما
_________
١ نقلها الشاطبي في الاعتصام ١/٤٩، ٢/١٨ وعزاها إلى ابن حبيب عن ابن الماجشون عن مالك وانظر: منهج الإمام مالك في إثبات العقيدة ص ٩٩.
٢ سبق تخريجه ص ١٦.
٣ الشريعة للآجري ١/٤٤٤.
٤ الشريعة ١/١٩٦، وابن بطة في الإبانة ٢/٤٣٨.
٥ أبو قلابة، عبد الله بن زيد بن عمرو أو عامر، البصري، ثقة فاضل. مات بالشام هاربًا من القضاء سنة أربع ومائة وقيل بعدها. انظر: التقريب ١/٤١٧.
٦ شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي ١/٣٤.
1 / 18