ثانيا: تعيين بعض ما نعلمه من أفعال الله تعالى فينا
بعض ما نعلم من أفعال الله تعالى فينا أنه خلقنا، وخلق لنا كل ما نتنعم به { ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء } (الأنعام: 102) { وما بكم من نعمة فمن الله } (النحل:53)
فهو المبدئ وهو المصور.
ونعلم إنه تعالى إذ خلقنا، فلم يخلقنا ويتركنا وشأننا، بل هو القائم على أمورنا { أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت } (الرعد:33)؛ وهو المربي والمصلح لنا { رب العالمين } (الفاتحة:1). وهو تعالى كافي أمورنا، ومغني حوائجنا { الله الصمد } (الأخلاص:2).
ونعلم أنه تعالى كفانا، وزادنا؛ فهو الوهاب دائما، وهو الجواد الكريم المجيد الذي يعطي بلا حساب.
وأنه فعل ذلك طولا منه وتفضلا.
وأنه المنان أعطانا بغير استحقاق منا.
وأنه يضرنا، وأنه ينفعنا كل ذلك بحسب الصلاح لنا.
وأنه يعوض من صبر على ضره.
وأنه تعالى قد بعث لنا الرسل ليبينوا لنا طاعته ومعاصيه.
وأنه رؤوف رحمن رحيم، لا يكلفنا فوق وسعنا، ولا يريد مشقتنا، ولا يمنعنا حاجتنا.
وأنه تعالى قد أباح لنا التصرف في خلقه بالإحسان والعدل.
وأنه سبحانه قد أوعد من عصاه النار، ووعد من أطاعه الجنة.
وأنه تعالى نور، هاد إلى الحق لمن أراده.
وأنه تعالى الحليم الذي أمهل من عصاه، التواب الذي سمح لنا بالعودة إليه بعد المعصية، الغفار الذي يستر ويمحي ذنوبنا.
Halaman 80