لا يصح أن تكون المكافآت بمثابة رشى على تأدية واجبهم، فلا يصح وعد الأطفال مطلقا بالمكافأة ليقولوا الصدق؛ فإن لمعاقبتهم على عدم قول الصدق أثرا أدبيا أعظم. (4)
يجب أن تكون المكافآت معادلة لما يستحقه الفعل. (5)
لا يصح التشجيع على التباري في سبيل نيل المكافآت بل يجب تجنبها ما أمكن ذلك؛ إذ لا مشاحة أن التباري يؤدي إلى الغيرة والحسد، وكلاهما قاض على ما يكون بين التلاميذ من العطف. هذا وإن كثرة استعمال العقاب مضرة؛ وذلك لأنه إذا كان الطفل لا يحكمه شيء غير الخوف كان ذلك قاضيا على إرادته ومضعفا لروحه، فيفقد الطفل على التوالي والتدريج كل ثقته بنفسه، وعلى ذلك لا يتم الغرض من النظام الذي هو كما ذكرنا في أول الفصل جعل سلوك الإنسان وسيرته ومنهاجه في الحياة مستقلا عن الغير قائما بذاته. (2) التأديب بالعواقب
موضوع العقاب والغرض منه
يرى بعضهم - ومنهم روسو وهربرت سبنسر - أنه لا ينبغي للوالدين أو المعلمين أن يعاقبوا الأطفال مباشرة على الخطأ في الفعل بل يجب أن يتركوهم للعواقب الطبيعية المترتبة على الخطأ، كأن يترك الطفل يجرح نفسه من لعبه بسكين أو بأن يحرق أصابعه من لعبه بالنار، وغير ذلك.
على أن هذا ليس في حقيقته عقابا؛ إذ العقاب في معناه الحقيقي هو الإيلام المراد أو الإيذاء المقصود الذي يوقعه شخص له سلطة، على اعتبار أنه الأمر المترتب على معصية، ويمكن أن يقال إن له غرضين: (1)
نفع الفرد المجرم. (2)
نفع الغير.
فأما من وجهة التربية والإصلاح؛ أي من حيث نفع المجرم ذاته؛ فأنه يجب أن يكون: (1)
مصلحا؛ بقمعه العادات السيئة والميول الخبيثة وإبطالها واستئصالها. (2)
Halaman tidak diketahui