25
لكنه بدوره لم يوضح لنا أي إله خاص تسمى بالاسم «إل» وعلى أية منطقة من الطبيعة أو على أية ظاهرة طبيعية كانت دلالته. هذا وقد أفادنا «ريكمانز» أن «إل» قد جاء في النقوش السبئية يحمل اللقبين «فخر» بمعنى العظيم و«تعلى» بمعنى تعالى،
26
كما أفادنا «هوبر» بأنه قد عثر على «إل» في النقوش الثمودية بالصيغة «إله ن» وتعني الله.
27
وتأسيسا على هذه المعاني، يمكننا الزعم بأن «الألف واللام» في أول «المقة» إنما تعني الله أو الإله، وتصبح لفظة المقة تعنى «الإله مقة»، أو «الرب مقة».
وتبقى الإشكالية الثانية وهي «تاء التأنيث» الأخيرة، وأتصور أن حلها يمكن العثور عليه في نص قتباني يشير إلى موضع الذبائح المقدسة بقوله: «مختن ملكن بمكي»،
28
وتعني مذبح الملك بموضع مكي، أو المذبح الملكي في منطقة مقدسة أطلق عليها النص اسم مكي، ولأن المذبح لا يكون إلا في معبد، إذن فمعبد الإله هنا ومزاره المقدس في منطقة «مكي»، فهل هناك علاقة بين الاله «المقة» وبين مكي؟ هناك مشكلة ظاهرة يمكن أن تواجه هذا الاقتراح، وهي أن النص «مختن ملكن بمكي» نص قتباني، يشير إلى معبد إله القمر القتباني، وإله القمر القتباني كان هو الإله «عم» وليس «المقة»، إلا أني أعتقد أن هذه المشكلة الظاهرية ستساعد على الحل، أكثر من إثارتها للإشكالية، ولنطرح الآن تصورنا للحل في الخطوات التالية: (1)
ورد عند «ابن طيفور المصري» و«القيروان» أن أهل اليمن كانوا يقلبون القاف كافا كما يفعل أهل فلسطين اليوم، ومن هنا لا تستبعد العلاقة بين «المقة» و«مكي». (2)
Halaman tidak diketahui