Legenda dan Warisan

Sayyid Qimni d. 1443 AH
155

Legenda dan Warisan

الأسطورة والتراث

Genre-genre

ويبدو أن واقع الأمر قد سبب إرباكا شديدا للمهتمين بالبحث الجاد، بين المسيحيين الشرقيين؛ لارتباطهم من جانب بوطنهم، وما يلزم عن هذا الارتباط من معان تستلزمها الوطنية، وارتباطهم من جانب آخر بمقدس مفروض عليهم فرضا في العهد القديم، ويناقض تماما هذه الوطنية ومصالح الوطن ومعنى المواطنة الحق . فهذا المرحوم الصديق «أنيس فاخوري» ينشغل بالقضية زمنا إلى أن يهديني ما وصل إليه منشورا في كتاب، حاول فيه نزع ما لحق بالعقل المسيحي من تهويد، بعد أن وضع يده على نقطة التقينا عندها، وهي بنص كلامه «عندما نتعجب نحن في الشرق الأوسط أو في العالم العربي كيف أن الغرب المسيحي لا يأبه لحقنا، بل يدعم حق عدونا المغتصب، وعندما نبحث عن أسباب ذلك الدعم وننسبه فقط إلى قوة اليهود المالية والاقتصادية والإعلامية المسيطرة في العالم الغربي، نكون قد وضعنا أيدينا على نصف الجواب، أما النصف الآخر الذي ما زلنا نجهله أو نتجاهله، فهو كامن في أن الذهن المسيحي قد تهود منذ أكثر من ثمانين سنة، وتبنى مطالب الصهيونية وكأنها أمل كل مسيحي.»

61

وهكذا عبر الرجل عن معايشته أرقا مهموما به إلى يوم وفاته، ما بين إيمانه وبين وطنيته الصادقة، وما يتعرض له هذا الوطن، في ضوء ما رسمته المقدسات في العقل بما يناقض تماما مصالح هذا الوطن.

لكن الأستاذ «فاخوري» كان مؤمنا ويرفض التخلي عن هذا الإيمان؛ لذلك حاول باستمرار أن يرجع هذا التهويد إلى العصر الراهن مع ظهور الدعوة الصهيونية، برغم إشارات في كتابه تتحدث عن أسباب تبني الغرب المسيحي لمطالب الصهاينة، وما أسماه دون تصريح ب «... الوشائج الدينية الغامضة القائمة بين المسيحية واليهودية، والعلاقة غير الواضحة تماما، ما بين العهد القديم والعهد الجديد في الكتاب المقدس للكنيسة المسيحية، وهي الأمور التي جعل منها التضليل اليهودي ركائز دينية وأدبية قوية، متأصلة في ذهن الغرب المسيحي؛ لذلك نرى أن الكيان الإسرائيلي الديني السياسي كان قائما في ذهن الغرب المسيحي، لمدة طويلة، سبقت إعلان الأمم المتحدة قرارها بالتقسيم سنة 1947م، تمهيدا لقيام إسرائيل في السنة التالية.»

62

وما أشار إليه من أسباب ساعدت على هذا التهويد «... بواسطة اليهود المتنصرين الذين اندسوا بين المسيحيين عبر السنين، وأخذوا يغذونهم بالتفاسير والنظرات والتعاليم المضللة ... الذي سهل اختلاط الأمر على المسيحيين.»

63

لكن دون أن يشير بالطبع إلى أن كل تلاميذ «المسيح» بلا استثناء إنما كانوا يهودا، وهم حواريه، وكتبه أناجيله، ورسله إلى العالمين! واكتفى بالتنبيه إلى ما أسماه الوشائج الدينية الغامضة «بغموض» بين الكتابين والديانتين، وهو الأمر الذي نراه غير غامض، ولم يعد يحتمل مجاملات أو محاذير، بل هو الأمر الذي كتب للمبادئ اليهودية النصر الحقيقي على نصف عقل العالم اليوم.

ودونما علاقة خاصة بقضيتنا وروافدها السياسية والتاريخية، ودونما رابطة مواطنة أو وطنية، يكتشف بعض المسيحيين في الغرب تناقض العهدين القديم والجديد، ويؤسسون مذهب الثيوزوفيرية والأزوتيرية السرية الجديد، يحاولون فيه تخليص «المسيح» الروحاني والمسيحية العالمية من المفاهيم الناموسية المؤسسة على عمد توراتية؛ مما يصل بهم إلى رفض العهد القديم، بأنبيائه ومفاهيمه وشرائعه، ويلجئون إلى تفسير الأناجيل وما لحقها من مفاهيم ناموسية يهودية تفسيرا جديدا لا علاقة له بالقديم، يقوم على التأويل والترميز، إبقاء لإيمان روحي بالمسيح، ورفضا لإيمان ناموسي بالشرع واللامعقول، وهو ما نجده في مؤلفات واحد من المبشرين بهذا المذهب من العرب «ندرة اليازجي»، الذي وضح أنه وجد خلاصه الروحي، وحسه الوطني معا في هذا المذهب، فيصرح دون مواربة ولا وجل بالقول: «يخطئ المسيحيون إذ يبقون على الصلة بين المسيحية واليهودية، فقد استغل اليهود نقطة الضعف هذه منذ بداية عصر التبشير المسيحي، هذه البدعة التي تقوض المسيحية وتعيد لليهودية كيانها، وإذا لم تعمل المسيحية على تخليص نفسها من اليهودية، فإن كلام بولس وتحذيراته تظل صحيحة إلى الأبد.»

64

Halaman tidak diketahui