الرب من هناك على وجه كل الأرض.
86
ومرة أخرى يشعر الرب بالخوف من ذكاء مخلوقاته، وأنهم قد يتمكنون من الوصول ببرجهم إلى السماء وإقلاق راحته، فيتدخل بأن يحول لغتهم الواحدة إلى لغات متعددة حتى لا يفهم بعضهم بعضا؛ ومن ثم لا يتحدون مستقبلا في عمل يزعجه، إلا أن الأهم من هذا وما يعنينا، هو أن الصياغة الدالة على المعبود هنا أضحت «الرب» فقط وليست «الرب الإله»، وأن هذا «الرب» إنما هو فرد ضمن مجمع إلهي، متضمنا في قول النص «هلم ننزل ونبلبل ألسنتهم».
وهذا الرب يأتينا بشكل أوضح في لقاءات متكررة مع النبي «إبراهيم»، في نصوص مطولة نجتزئ منها النصوص التالية:
وظهر الرب لإبرام وقال: لنسلك أعط هذه الأرض، فبنى هناك مذبحا للرب الذي ظهر له.
87
والنص هنا بين جلي، يميز ربا من أرباب أخرى، بأنه الرب الذي ظهر لإبراهيم، ثم نجد صيغة أخرى للدلالة على الإله في قصة هروب «هاجر» جارية «سارة» زوجة «إبراهيم» التي تقول:
فقال إبرام لساراي : هو ذا جاريتك في يدك ، افعلي
بها ما يحسن في عينيك، فأذلتها ساراي، فهربت من
وجهها، فوجدها ملاك الرب على عين الماء في البرية، ... فقال لها ملاك الرب: ارجعي إلى مولاتك واخضعي
Halaman tidak diketahui