عندما نرحل شمالا من جزيرة العرب - عبر بادية الشام - نحو الهلال الخصيب (العراق وسوريا ولبنان وفلسطين القديمة)، نجد «إل» مرة أخرى أمامنا، يصول ويجول عبر مساحات شاسعة في عقول الأقوام هناك، لكن مع وضوح الكسر في همزة «إل» وتحولها بالتدريج إلى «ياء» في نطقه «إيل»، مع زوجته. «إلات» وهو الاسم الجنوبي نفسه. وقد جاء عند شعوب الساحل الفينيقي (اللبناني) أن زوجة «إيل» هي
Asherat de la mer
التي تنطق عادة في المراجع «عشيرات البحر».
73
بينما من الواضح جدا أنها «أثرت»، و«عشيرات» و«أثرت» هذه قد حملت أيضا اسم «إلات» مع تحويل الكسر في الهمزة إلى ياء لتصبح «إيلات»، التي لم يزل اسمها علما على خليج البحر الأحمر الشرقي حتى الآن. أما زوجها «إيل» الذي عرفناه قبلا إلها للقمر، فقد حظي في تلك الربوع الخضراء بالتمجيد الملائم لعظمته. وأنشئت له بيوت حرام أصبح ما حولها حرما للإله. ولم يزل من هذه البلدان المحرمة حرمة البيت المنشأ فيها «بيت إيل» الحالية والواقعة على بعد ستة كيلومترات شمالي مدينة القدس، بعد أن تحورت مع الأيام إلى «بيتين».
74
أما الرافديون القدماء فقد عرفوه بالاسم «إيلو» مع إضافة حرف الواو للتفخيم، فهو اسم جمع ونوع من جمع الجلالة،
75
ولكن الآراميين عرفوه بالاسم «إله»، كذلك العبريون عرفوه بالاسمين «إيل، والله».
76
Halaman tidak diketahui