50
ومن هنا تقدس الوقوف بعرفة، وكان الوقوف بعرفة من أهم مناسك الحج الجاهلي، فكانوا يتجهون إلى هناك زرافات ذكورا وإناثا، يبيتون ليلتهم حتى يطلع عليهم النهار. وإن العقل ليتساءل أمام مشهد ألوف الرجال والنساء يتجهون إلى الجبل ليبيتوا هناك جميعا حتى الصباح: ما وجه القدسية في هذا الطقس؟ إن لم يكن من قبل ذلك تجمعا لممارسة طقس الجنس الجماعي طلبا للغيث والخصب، ملاحظة أن عرفة يطلق عليه الجمع «عرفات»، ولا نعرف جبلا يجمع اسمه إلا «عرفات»! فهل الجمع هنا للجبل أم للمجتمعين على الجبل في حالة جماع، أو عرفات، يماثلون به الفعل الأول الذي قام به «إساف» عندما عرف «نائلة»، أو «آدم» عندما ضاجع «حواء»، أو إله القمر «إل» عندما جامع الشمس «إلات»؟ وهذه حقيقة ثالثة نضيفها إلى الرصيد.
ولو عدنا إلى طقوس الحج الجاهلي فسنجد طقسا عجيبا ومثيرا، وهو أنهم كانوا يطوفون حول البيت الإلهي ذكورا وإناثا عراة تماما،
51
فما الداعي لهذا العري إن لم يكن بغرض يستحق العري؟ وعندما جاء الإسلام جعل للإحرام زيا لا يستر إلا العورة، بل وحرم لبس المخيط وكره لبس الطيلسان المزرر للمحرم.
52
وهناك رواية إسلامية تقول: إن الحجر الأسود كان أبيض لكنه اسود من مس الحيض في الجاهلية؟
53
أي إنه كان هناك طقس لدى الجاهليين تؤديه النساء في الحجر، وهو مس الحجر الأسود بدماء الحيض، ودماء الحيض تحديدا! وقد كان دم الحيض عند المرأة في اعتقاد الأقدمين هو سر الميلاد، فمن المرأة الدم، ومن الرجل المني، ومن الإله الروح. علما أن الدورة الشهرية للمرأة تتوافق مع حركات القمر توافقا بينا، وكان «إل» كما علمنا هو إله القمر!
وطقس عجيب آخر هو الاحتكاك بالحجر الأسود
Halaman tidak diketahui