Urgent Message to the Muslim Sister
رسالة عاجلة إلى الأخت المسلمة
Penerbit
دار ابن خزيمة
Genre-genre
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المتفضل على عباده بأنواع النعم واسع الإحسان والكرم. والصلاة والسلام على نبيه الصادق. المبعوث إلى جميع الخلائق. وعلى آله وصحبه المهتدين. ألوية الحق وضياء الضالين.
وبعد:
أختي المسلمة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كم يسرني أن أخاطبك باسم الدين الحق ..
كم يسرني كتابة هذه الرسالة إلى امرأة منتسبة إلى أغلى دين في الوجود ..
كما يسرني أن أخاطب فيك دينك وحياءك ..
كم يسرني مخاطبة قلب يحب سماع همسات صوت الحق ..
كم .. وكم .. وكم ..
أختي المسلمة: لقد فكرت في هدية تليق بك كامرأة مسلمة، فلم أجد أوفق من هذه الكلمات ..
وها هي أختاه أهديها إليك لتنساب .. دفاقة .. قوية .. تدمر عروش الباطل .. وتبدد جيوش الظلام ..
فمرحبًا بك أختاه وأنت تنضمين إلى موكب الهدى .. وتنتسبين إلى جحافل الحق ..
1 / 5
* من أنت؟ ! *
أختاه: أتدرين من أنت؟ !
أتدرين ما هي هويتك الحقيقية؟ !
أنت المسلمة ..
أنت المنتسبة إلى الإسلام الطاهر ..
أنت التي ولدت في مهاد الإسلام. وتقلبت تحت شمس الدين الحق.
أنت المكتوب على شهادتك أنك مسلمة يوم ولدت ..
أنت التي تغذيت بلبان الإسلام وأنت صغيرة ..
أنت التي لطالما رددوا في أذنك أنك أمل الجميع ..
أنت القدوة لأخواتك الصغار ..
أنت الأم التي تربي الأجيال .. وتمد الأمة بالأبطال وبناة الأمجاد ..
أنت الزوجة المعينة على متاعب الحياة .. المشاطرة للأزواج تكاليف المسئولية ..
أنت قلب النظام في المنزل ..
أنت الأم للجميع .. قبل أن تلدي .. وبعد ن تلدي ..
أختي المسلمة: الآن عرفت من أنت؟ !
تلك هويتك الحقيقة! التي تعرفين بها .. وبدونها!
أنت امرأة فقط! !
1 / 6
* أنت المكرمة بالإسلام *
أختي المسلمة: لقد جاء الإسلام مناديًا بإكرام المرأة من أول يوم؛ حافظًا لها حقوقها .. موزعًا مسئوليتها مع الرجل .. لتولد المرأة ولادة جديدة؛ بعد أن لم تجد الإكرام والعطف من المجتمعات والأديان على مر التاريخ!
قال عمر بن الخطاب ﵁: (كنا في الجاهلية لا نعد النساء شيئًا، فلما جاء الإسلام وذكرهن الله رأينا لهن بذلك علينا حقًا). رواه البخاري.
أختاه: لا تنس أن النساء كن سابقات إلى الإسلام، وفيهن من أسلم قبل كثير من الرجال!
فهذه خديجة ﵂ أم المؤمنين .. الزوجة الصادقة .. سارعت إلى الإسلام قبل كثير من الرجال! حتى قال كثير من العلماء: إنها أول من أسلم على الإطلاق ..
* ولا تنس أختاه ذلك البيت الطاهر .. بيت الصديق أبي بكر ﵁ فهاهن نساؤه يتدافعن إلى الإسلام؛ ليكن بذلك في مصاف السابقين إلى الإسلام! فأسلمت أم رومان زوج أبي بكر ﵄ وأسلمت أسماء بنت أبي بكر ﵄، وتربت عائشة ﵂ تحت ظل تلك الدوحة الوارفة، لتدركها العناية الإلهية فتصبح زوجًا لرسول رب العالمين ﷺ ولتصبح أمًا لمؤمنين!
1 / 7
* ولا تنس أختاه ذلك البيت الذي عذب في الله تعالى، فكان النبي ﷺ يمر عليهم فيواسيهم بقوله ﷺ: «صبرًا آل ياسر فإن موعدكم الجنة» فقد أسلم ياسر وزوجته سمية بنت الخياط وابنهما عمار بن ياسر ﵃ ..
فهي هي المرأة الصابرة .. الصادقة .. سمية ﵂ ثبتت وصبرت لعذاب كفار قريش حتى فاضت روحها ﵂ ..
أختي المسلمة: هذه نماذج قصيرة سقتها لك .. وإلا فهنالك شموع وشموع من تلك الصور الصادقة للمرأة المسلمة ..
لتعلمي أختاه أن المرأة لم تكن بالمنسية في الإسلام ..
أختي المسلمة: وها هو النبي ﷺ في حجة الوداع يوصي بالنساء خيرًا .. «فاتقوا الله في النساء» رواه مسلم.
أختاه: ما زال الإسلام يلفتك إلى مظاهر التكريم التي حباك بها في كثير من الآيات والأحاديث النبوية ..
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [الحجرات: ١٣] وقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾ [الأحزاب: ٥٨].
أختي المسلمة: وإذا كان يوم القيامة ووقف الناس أمام رب العالمين .. لم يكن لأحد على أحد فضل إلا بالتقوى، والعمل
1 / 8
الصالح .. قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا﴾ [النساء: ١٢٤].
وقال تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [التوبة: ٧٢].
أختاه: أي كرامة أعظم من الفوز بجنة الله تعالى؟ !
ثم ألم تعلمي أن النبي ﷺ بشر زوجه خديجة ﵂ ببيت في الجنة؟ لا صخب فيه ولا نصب ..
وهل وجد مثل هذه البشارة من الرجال إلا القليل؟ ! ﵃ أجمعين.
أختي المسلمة: فمهما قال أعداء المرأة؛ فإنهم ليس في إمكانهم أن يكرموها كما أكرمها الإسلام.
* احذري أعداء المرأة! *
أختي المسلمة: أتدرين من هم أعداؤك حقيقة؟ !
أعداؤك أولئك الذين لبسوا لك جلد الضأن! وهم الذئاب الكاسرة!
إنهم أولئك المنادين بحريتك! ومساواتك! ورفع الظلم عنك! ! ولسان حالهم يقول: نريدك بيننا! وقريبًا منا! لا حجاب يحجبك،
1 / 9
ولا هالة من التقديس تصحبك! لتكوني غنيمة باردة نصيب منك متى ما أردنا! !
وإن لم يكن ذلك، فبالله عليك أجيبيني .. ما الذي يستفيدونه من خروجك؟ !
ما الذي يجنونه من جلوسك مع الرجال؟ !
أختاه: أما كان لك في رسالتك كامرأة شغل عن مثل تلك الترهات والألاعيب المكشوفة؟ !
أختاه: ألم تسمعي بقول النبي ﷺ: «كل نفس من بني آدم سيد، فالرجل سيد أهله، والمرأة سيدة بيتها» [رواه ابن السني/ صحيح الجامع: ٤٥٦٥].
أختي المسلمة: إن مسئوليتك كامرأة لو تدبرت فيها وفكرت فيها كثيرًا؛ لعلمت أنه ليس لك من الوقت ما تصرفينه في تلك الأباطيل! فإن الإسلام أختاه وضح لك مسئوليتك التي إن أنت أقبلت عليها سعدت في الدنيا وفزت بالنعيم المقيم في دار القرار.
فأنت ربة المنزل ونبضه؛ وبدونك لا يستقيم له أمر، ولا توجد فيه حياة ..
قال رسول الله ﷺ: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فالإمام راع وهو مسئول عن رعيته، والرجل في أهله راع وهو مسئول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسئولة عن رعيتها، والخادم في مال سيده راع وهو مسئول عن رعيته» رواه البخاري ومسلم.
1 / 10
أختي المسلمة: إن الإسلام أعدك لرسالة هي أعظم من ما يتصور أدعياء تحرير المرأة! فإنهم نظروا بعقولهم الضعيفة، وقصورهم عن إدراك الحكم الإلهية في الكون الواسع .. ولكن الإسلام أختاه إنما هو تشريع من الله تعالى؛ العالم بخفيات الأمور، يعلم السر وأخفى ..
والآن أسألك أختاه: أي الشرعين خير لك؟
شرع الله تعالى الذي لا يغيب عنه من مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض؟
أم شرع المخلوق الضعيف .. الجاهل .. الظالم .. الذي لا يعلم ما ينفعه أو يضره إن لم يهده الله تعالى؟ !
* أختاه .. احذري الذئاب! ! *
أختي المسلمة: لقد حرص الإسلام على حمايتك وحفظك عن كل ما يسوؤك ..
ألم تعلمي أختاه أن كتاب الله تعالى وسنة رسوله ﷺ زاخران بالكثير من الأحكام التي تتعلق بالنساء؟
كل ذلك أختي المسلمة لتسعدي أنت ولتكوني تلك المرأة .. الصادقة .. المؤمنة .. البارة .. التقية ..
أختاه: لقد أمرك الله تعالى ورسوله ﷺ بلزوم بيتك والقرار فيه؛ فلا تخرجين إلا لضرورة تدعوك إلى ذلك، وكل ذلك أختاه حماية وحفظًا لك ..
1 / 11
قال الله تعالى مخاطبًا نساء النبي ﷺ: ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى﴾ [الأحزاب: ٣٣].
قال الإمام القرطبي: (معنى هذه الآية الأمر بلزوم البيت؛ وإن كان الخطاب لنساء النبي ﷺ فقد دخل غيرهن فيه بالمعنى، هذا لو لم يرد دليل يخص النساء كيف والشريعة طافحة بلزوم النساء بيوتهن، والانكفاف عن الخروج منها إلا لضرورة).
واسمعي أختاه تعليم النبي ﷺ في ذلك ..
قال رسول الله ﷺ: «والمرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان، فأقرب ما تكون من الله ﷿ ما كانت في بيتها» رواه الترمذي.
قال ابن مسعود ﵁: (إنما النساء عورة وإن المرأة تخرج من بيتها وما بها بأس فيستشرفها الشيطان فيقول: إنك لا تمرين بأحد إلا أعجبته!
وإن المرأة لتلبس ثيابها فيقال: أين تريدين؟ !
فتقول: أعود مريضًا أو أشهد جنازة أو أصلي في مسجد.
وما عبدت امرأة ربها مثل أن تعبده في بيتها).
أختي المسلمة: أليس الصلاة أفضل ما تخرج إليه المرأة؟ وهي مأجورة في ذلك ..
ولكن أختاه لقد أرشدك النبي ﷺ إلى أن صلاتك في بيتك أفضل لك من صلاتك في المسجد .. وأتركك أختاه مع هذا الموقف لامرأة صالحة تسأل النبي ﷺ؛ ليأتي بعدها تأديبه ﷺ.
1 / 12
عن أم حميد الساعدية ﵂ أنها جاءت إلى رسول الله ﷺ فقالت: يا رسول الله إني أحب الصلاة معك.
فقال: «قد علمت أنك تحبين الصلاة معي، وصلاتك في بيتك خير لك من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير لك من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير لك من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير لك من صلاتك في مسجدي» رواه أحمد والطبراني وابن خزيمة وابن حبان.
أختاه: كل ذلك صونًا وحفظًا لك، ووضعك في مكان منيع لا تمتد إليه الأيدي العابثة، والذئاب البشرية!
إن الرجال الناظرين إلى النساء ... مثل السباع تطوف باللحمان
إن لم تصن تلك اللحوم أسودها ... أكلت بلا عوض ولا أثمان
أختاه: ما الذي جنته المرأة من خروجها وماذا استفادت عندما تركت قعر بيتها؟ !
لم تجن سوى الاعتداء على عفتها وطهارتها! حيث أصبحت هدفًا لكل ذئب مفترس!
وها هي واحدة من بنات جنسك من اللاتي عشقن الخروج إلى الأسواق، ورمين عنهن ثوب الحياء!
1 / 13
(التقت معه في السوق كان يلاحقها بنظراته ويتبعها في كل مكان في أي محل من محلات السوق - متزينة متعطرة كاشفة عن يديها وأقدامها تمشي باختيال كأنها وهي تمشي لسان حالها يقول له: تفضل! ألقى إليها برقم تليفونه فاتصلت به وعرف منزلها واسمها، وخاطبها في التلفون عن الحب من أول نظرة!
قالت: متى رأيتني!
قال: عندما كشفت عن وجهك لتري بضاعة في السوق، وبدأت أنا لا أنام من الشوق ومن الغرام! صدقت البائسة ولكنها لم تكن تعلم بأن غيره إلى جواره في السماعة الأخرى - زملاء الشر والفساد معه يشجعونه لتكون هي فريستهم جميعًا بعد أيام!
أغراها واستطاع أن يختطفها ويأخذه حيث الخزي والعار و.... (١».
أختي المسلمة: تلك قصة واحدة مما تعانيه بنات جنسك، وفي ذاكرة الأيام الكثير من تلك المآسي المفجعة! !
أختاه: تفكري في المصلحة من خروجك قبل أن تضعي رجلك على عتبة دارك .. ولتعلمي أختي المسلمة أنك لن تدركي السعادة الحقيقية في الخروج إلى الأسواق والتعرض للفتن! ألا تري أنك في بيتك كالملك يأمر وينهى، فإذا خرجت كنت أضعف من أن تدفعي عنك سوء يقصدك!
_________
(١) نقلًا من كتاب: احذري التليفون يا فتاة الإسلام.
1 / 14
فدعي عنك أختاه التعلق بالسعادة الكاذبة، وأقبلي على نفسك وإصلاحها؛ لتسعدي في الدنيا بحلاوة الإيمان .. والطهر .. والعفاف .. والطمأنينة .. ويوم القيامة بالخلود الدائم .. والنعيم الباقي .. والله يرعاك ويحفظك من كل سوء ..
* أختاه .. احذري الاختلاط *
أختي المسلمة: لكم أدبك الإسلام بمعالي الأخلاق .. ورفيع الخصال .. فمتى ما أخذت بنصيبك وافرًا من ذلك علمت ما أنت عليه من الخير والسعادة ..
أختاه: ألا تعجبين من أولئك النسوة اللاتي يزعمن أن الحياة السعيدة في مخالطة الرجال، ومزاحمتهم بالأكتاف في كل مكان؟ ! وما درت هذه المسكينة أنها في النهاية لن تتحول رجلًا بل هي امرأة! وستبقى امرأة ..
وأنا نسألك أختي المسلمة، ما الذي جناه دعاة حرية المرأة من الاختلاط؟ !
لم يجنوا غير التهتك والرذيلة؛ التي غدت شعار المجتمعات التي تدعي الحضارة والتمدن!
قال الإمام ابن القيم: (ولا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال أصل كل بلية وشر، وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة كما أنه من أسباب فساد أمور العامة والخاصة، واختلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنا وهو من أسباب الموت العام والطواعين المتصلة!).
1 / 15
أختي المسلمة: ها هو النبي ﷺ يرشد النساء إلى ما يفعلنه إذا قدر لهن الخروج إلى صلاة أو غيرها من الضرورات التي تبيح للمرأة الخروج من بيتها.
عن أبي أسيد مالك بن ربيعة ﵁ أنه سمع رسول الله ﷺ يقول وهو خارج من المسجد وقد اختلط الرجال مع النساء في الطريق: «استأخرن فليس لكن أن تحققن الطريق عليكن بحافات الطريق» فكانت المرأة تلصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به) رواه أبو داود/ صحيح أبو داود: ٥٢٧٢.
ومعنى تحققن: تذهبن في وسط الطريق.
أختاه: أرأيت كيف بادر الصحابيات ﵅ إلى تنفيذ أمر النبي ﷺ؟
وهكذا أختي المسلمة كان دأب الصالحات من نساء هذه الأمة .. سباقات إلى الصالحات .. مسرعات إلى امتثال الأوامر الإلهية .. فكان جزاؤهن ﵅ أن تبوأن مكانا عاليًا في سلم المجد، وفوزًا برضوان الله تعالى .. فهل لك أختاه أن تقتدي بهن لتدركي ما أدركته من الشرف والسؤدد؟
أختي المسلمة: إن رسالتك في البيت أشرف وأسمى من أن تستبدليها برسالة أخرى ..
فلا تنسي أختاه أنك منبع التربية ورافد الأمة بالرجال وصانعي الأمجاد .. فلو اشتغلت بذلك فإن ذكراك ستكون على كل لسان .. ثناءً وشكرًا .. وسيحفظ لك المجتمع حقك وجهدك ..
1 / 16
وفوق هذا كله ثواب الله وجزاؤه لأهل الصدق ..
والله أرجو أن وفقني وإياك إلى الصالحات، والثبات على الدين الحق ..
* أختاه .. احذري الزينة الكاذبة! *
إلى أولئك اللاتي خرجن من بيوتهن يتبخترن في زينتهن، ويعجبهن أن يتحدث الناس عنهن بما يرونه عليهن من الثياب والزينة! !
أختاه: لقد نسيت هذه المسكينة أن الزينة وإن جلبت إليها الأنظار؛ فحالًا ما تنقلب هذه الأنظار إلى أسود متوحشة تطعن في عفتها وحيائها وتضفها بكل قبيح!
نعم إن زينة المرأة لزوجها دعا إليها الإسلام، وحثت عليها الشريعة .. وأما تزينها للأجانب وليراها الناس، فهو حرام ومنكر شنيع ..
ولتتأملي أختاه قول النبي ﷺ في ذلك: «صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا» رواه مسلم.
أختي المسلمة: فلتتق الله تعالى، ولتعلمي أنك غدًا واقفة بين يدي ربك تعالى، فسائلك عن ما قدمت يداك من خير أو شر،
1 / 17
فاحذري أختاه عذاب الله تعالى، فقد حذرك الله تعالى عذابه: ﴿إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ﴾ [هود: ١٠٢] وقال ﵎: ﴿فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ * وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ﴾ [الفجر: ٢٥، ٢٦].
أختاه: إن المعصية تؤدي بصاحبها إلى النار، لا ريب إنها عظيمة وخطيرة! فلتبادري أختاه بالتوبة الصادقة .. واعلمي أختاه أن الموت قريب .. وما بعد الموت أختاه أعظم وأشد!
يا نائم الليل مسرورًا بأوله ... إن المصائب يأتين أسحارا
فبادري أختاه .. بادري .. فلطالما رأيت من تقدّمك إلى الدار الآخرة ..
فلا تكوني أختاه من الغافلات فتخسري الدنيا والآخرة!
* أختاه .. الحجاب .. الحجاب . *
أنت يا فتاة الإسلام .. ويا أم الأجيال .. ويا أمل الجميع.
زودي عن حيائك .. أسدلي من جلبابك ..
أختاه: لقد أراد لك الإسلام أن تكوني في أعلى مكان لا تصله الأيدي الخاطئة .. ولا تدرك ذراه الوحوش الكاسرة ..
أختاه: أمرك الله تعالى بالحجاب زيادة في كرامتك .. وحفظًا لعفتك ..
قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ
1 / 18
الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [الأحزاب: ٥٩].
قال الإمام القرطبي: (لما كانت عادة العربيات التبذل وكن يكشفن وجوههن كما يفعل الإماء وكان ذلك داعية إلى نظر الرجال إليهن، وتشعب الفكر فيهن أمر الله رسوله ﷺ أن يأمرهن بإرخاء الجلابيب عليهن، إذا أردن الخروج إلى حوائجهن).
والجلباب: هو الثوب الذي يستر جميع البدن.
أختاه: ليس عيبًا أن ترخي عليك حجابًا يصونك عن أعين الأشرار.
أختاه: أما علمت أن الدر أغلى ما يكون إذا كان في أصدافه مكنونًا؟ !
فلتعتزي أختاه بحجابك .. ولترددي بشموخ:
بيد العفاف أصون عز حجابي ... وبعصمتي أعلو على أترابي
وبفكرة وقّادة وقريحة ... نقّادة قد كمّلت آدابي
ما ضرّين أدبي وحسن تعلمي ... إلا بكوني زهرة الألباب
ما عاقني خجلي عن العليا ولا ... سدل الخمار بلمتي ونقابي
1 / 19
أختي المسلمة: ها هي قوافل المحجبات تمر بك فاحرصي أختاه أن تكوني واحدة منهن .. فلا يفوتنك الموكب وأنت في غفلة من أمرك!
أختاه يا بنت الإسلام تحشمي ... لا ترفعي عنك الخمار فتندمي
صوني جمالك إن أردت كرامة ... كيلًا يصول عليك أدنى ضيغم
حُلل التبرج إن أردت رخيصة ... أما العفاف فدونه سفك الدم
لا تعرضي عن هدي ربك ساعة ... عضي عليه مدى الحياة لتغنمي
أختاه: حجابك شعار لطهارتك ..
حجابك دليل على عفتك ..
حجابك برهان على حبك لدينك ..
حجابك طريق إلى السير خلف ركب الصالحات من سلف هذه الأمة ﵅ ..
حجابك علامة لاعتزازك بدينك ..
حجابك دليل على شموخك وعلو همتك ..
حجابك صفعة في وجه أهل الفساد والضلال.
حجابك قدوة لأخواتك وبناتك أن يسرن على طريقك ..
1 / 20
أختاه: إن كنت ممن لم يلبسن الحجاب فلا تترددي في لبسه .. ولتنسفي أختاه تلك الحجب التي حالت بينك وبين الحجاب بكلمة واحدة: (العفاف أريد).
ولا تلتفتي أختاه إلى تلك المضايقات والمتاعب التي قد تجدينها ممن حولك .. واصبري دومًا فإنك على خير عظيم، وتذكري قول النبي ﷺ: «بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا فطوبى للغرباء» رواه مسلم.
وفي رواية لما سئل ﷺ عن هؤلاء الغرباء: قال ﵊:
«الذين يصلحون إذا فسد الناس» رواه أحمد/ السلسلة الصحيحة: ١٢٧٣.
وتذكري أيضًا قوله ﵊: «يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر» رواه الترمذي/ السلسلة الصحيحة: ٩٥٧.
وتذكري أيضًا قوله ﵊: «العبادة في الهرج كهجرة إليّ» رواه مسلم والترمذي.
ومعنى الهرج: الفتنة واختلاط أمر الناس.
قال الإمام النووي: (وسبب كثرة فضل العبادة فيه أن الناس يغفلون عنها ويشتغلون عنها ولا يتفرغ لها إلا الأفراد).
أختي المسلمة: إن تذكرت ذلك فإن لك فيه تعزية وسلوى عما
1 / 21
تجدينه من مضايقات.
ولا تنس أختاه وأنت تلبسين الحجاب أنك ممتثلة لأمر الله تعالى وقد تكفل الله تعالى لأهل طاعته بالثواب الجزيل والخير العظيم في الآخرة، وبالتمكين .. والعزة والسيادة .. في دار الدنيا.
أختاه: إذا انكشفت الأمور على حقيقتها فستعلمين أنك أعز الناس بحجابك والتزامك أوامر ربك تعالى ..
فهيا أختاه إلى الأمام .. إلى الأمام .. إلى المجد .. إلى الشموخ .. إلى العفة .. إلى الطهارة ..
والله ولي ووليك .. وأملي وأملك ﴿نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ﴾ [الأنفال: ٤٠].
* بشرى لك *
أختي المسلمة: أبشري ببشرى النبي ﷺ لك .. إذ بشرك بالجنة إن أنت عملت بهذه الوصايا التي أرشدك إليها ﵊.
فاسمعي أختاه هذه الوصايا لعلك تكونين ممن ينجو بهن ..
قال رسول الله ﷺ: «إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها: ادخلي الجنة من أي الأبواب شئت» رواه أحمد والطبراني في الأوسط.
أختاه ها هي الجنة قد زفت إليك .. وصارت قريبة منك! .
فهل لك من عزيمة صادقة؟ تدخلين بها في سلك الصالحات ..
1 / 22
وتستقبلين حياة جديدة تحيينها في ربوع طاعة ربك تعالى .. تنالين بها الدرجات العالية .. وتسعدين بها في الدارين ..
أختاه: فليكن شعارك دائمًا (تقوى الله تعالى).
أختاه دينك منبع يروى به ... قلب التقي وتشرق الأنوار
وتلاوة القرآن خير وسيلة ... للنصر لا دف ولا مزمار
هو في احتدام القيظ ظل وارف ... وإذا التوى وجه النهار دثار
ودعاؤك الميمون في جنح الدجى ... سهم تذوب أمامه الأخطار
أختاه يصمد للحوادث مخلص ... فيما يقول ويسقط السمسار
أختي المسلمة: العجل .. العجل .. وإياك (سوف!) فإن تأخير الصالحات ليس من شيمة الكرام، فالموت أختاه يحوم فوق رءوس الجميع! فالعاقل أختاه من بادر وسارع إلى الصالحات .. ولازم التقوى ..
* أختاه .. الخلوة شر! *
أختي المسلمة: احذري الخلوة بالأجانب .. فقد حذرك النبي ﷺ عاقبة ذلك! فقال ﷺ: «ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان» رواه أحمد والترمذي.
1 / 23
أختاه: ما قولك في اثنين ثالثهما الشيطان؟ !
لا ريب أن أمرهما لن يستقيم على خير! وكيف لا! والشيطان لعنه الله حريص على إضلال بني آدم وإبعادهم عن الصراط المستقيم .. قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾ [فاطر: ٦].
فاحذري أختاه كيد الشيطان .. واستعصمي بالله تعالى في امتثال أمره ونهيه؛ يكفيك شر شياطين الجن والإنس ..
وهداني الله وإياك صراطه المستقيم .. وثبتني وإياك على الحق ..
* طاعة الأزواج طريق إلى الجنة *
أختي المسلمة: لقد قرب لك النبي ﷺ طريق الجنة، ووضعها بين يديك!
فلتحرصي أختاه على اغتنام هذه الفرصة الغالية .. وانفضي عنك غبار الكسل .. وها هي الفرصة الغالية أختاه أزفها بين يديك من كلام نبينا ﷺ.
عن أنس ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: «ألا أخبركم بنسائكم في الجنة؟».
قلنا: بلى يا رسول الله.
قال: «ودود ولود إذا غضبت أو أسيئ إليها أو غضب زوجها، قالت: هذه يدي في يدك لا أكتحل بغمض حتى ترضى» رواه الطبراني في الكبير والأوسط/ صحيح الجامع: ٢٨٧.
1 / 24